قبل أن تغزو التكنولوجيا تفاصيل حياتنا، كان مجتمعنا الأردني مثالًا للتسامح والترابط.الكبار يعلّمون الصغار، والصغار يحترمون الكبار.الجيران يتقاسمون اللقمة قبل الكلمة، والأصدقاء يقفون جنبًا إلى جنب في الأفراح والأحزان.كانت القيم ميزانًا، والحياء زينة، والإحترام أساس العلاقات الإنسانية.لكن اليوم...
لم يعد المشهد الإعلامي الأردني ميدانًا منضبطًا يعكس وعي الدولة وثقافتها، بل أصبح في كثير من زواياه فضاءً عشوائيًا متنازعًا بين الإثارة والمصالح. فثمة مواقع إلكترونية تنشر من أجل “الترند” لا من أجل الحقيقة، تمارس الصحافة بمنطق السوق لا بمنهج المهنة، وتتعامل مع المتلقي بوصفه سلعة رقمية تُباع...
لم يعد مؤتمر المناخ مناسبة بيئية فحسب، بل تحوّل إلى منصة سياسية واقتصادية كبرى، تشهد تهافتًا من رؤساء الدول وقادة العالم للحضور والمشاركة، ليس فقط دفاعًا عن الأرض، بل أيضًا عن مصالحهم الوطنية واستراتيجيات بلدانهم المستقبلية.في كل عام، تتجه الأنظار إلى مؤتمر الأطراف حيث تجتمع أكثر من 190 دولة...
مثل قضية الهوية تحديًا محوريًا في العصر الرقمي داخل الفكر العربي، حيث أصبح سؤال من نحن؟ معضلة شائكة يصعب الوصول فيها إلى إجابة شافية ،ويبقى هذا السؤال المتصل بمفهوم الهوية هاجسًا قائماً وإشكالية ممتدة، خاصة في ظل تركيز العديد من الدراسات الفلسفية المعاصرة، لا سيما العربية، على مواضيع تتعلق...
شهدنا في الآونة تصريحات غريبة عجيبة من بعض الوزراء والمسؤولين استفزت الشعب الأردني ، ومن يشاهد حجم التعليقات الساخرة أو الناقدة لهذه التصريحات التي وصلت في بعضها إلى الآلاف ، ومعظم هذه التصريحات تدفع الشعب الأردني إلى الإحباط والتشاؤم، والغريب أن مضامين بعض هذه التصريحات خارج اختصاص عمل بعض...
أقرّ مجلس الوزراء مشروع موازنة عام 2026، وأحاله إلى مجلس الأمة تمهيدًا لمناقشته وإقراره، وسط خطاب حكومي يتحدث عن نموٍّ متوقع بنسبة 2.9%، وانخفاض في العجز إلى 4.6%، وارتفاع في النفقات الرأسمالية إلى 1.6 مليار دينار. وهي أرقام تبدو من حيث الشكل إيجابية، لكنها تطرح في الجوهر أسئلةً جوهرية تتعلق بمدى...
لآيات الكريمة من سورة البلد، والتي تقول:أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ، تُعتبر نموذجًا متكاملًا لتصور القرآن لبنية الإنسان النفسية والأخلاقية، إذ تكشف عن منهج فريد في بناء الشخصية الإنسانية. فالإنسان في هذه الرؤية ليس مجرد كائن مادّي يعيش...
تتسارع الأحداث في السودان بوتيرةٍ تنذر بما هو أخطر من مجرد حربٍ أهليةٍ عابرة. فمنذ ما يقارب عشرة أيام، يعيش السودان محنةً حقيقيةً سمتها الإجرام بكل أنواعه: القتل، والتعذيب، والتجويع. وهذه المأساة ليست في غزة، والمجرمون ليسوا يهودًا، والمصيبة أن الجلاد والضحية من ملةٍ واحدة، والسيادة أصبحت بيد...
ترددت كثيرا في الكتابة عن الحدث العظيم رغم الرغبة الجامحة في وصف الموقف وهيبته، اذ ليس لقلمي القدرة على ايفاء الحضرة الهاشمية حقها، لكنني سأحاول بما يمليه علي وجداني وضميري على كتابة ذلك الشعور.لم تسعفني مفردات لغتنا العربية في وصف هذا الموقف المهيب وتلك النشوة والزهو الذي اعترياني في اليوم...
لم يعد تحليل البيانات مجرد أداة لإلقاء نظرة متأخرة على الأحداث الماضية، بل أصبح اليوم العمود الفقري الذي يشكل المستقبل الاستراتيجي للمؤسسات. فلقد كان هذا المجال تاريخياً حصراً على الخبراء ذوي الخلفيات المعمقة في البرمجة والمنطق الإحصائي، لكن دخول الذكاء الاصطناعي (AI) لم يغير الأدوات فحسب، بل...
لم يعد التعليم الأكاديمي وحده كافيًا لصناعة المستقبل، فالعالم اليوم لا يحتاج فقط إلى من يعرف، بل إلى من يُتقن ويُنجز ويبتكر.في معظم الدول المتقدمة — مثل ألمانيا، وسويسرا، وكوريا الجنوبية — يشكّل التعليم التقني والمهني أكثر من 70٪ من منظومتها التعليمية، بينما لا تتجاوز نسبة التعليم الأكاديمي...
في مشهدٍ يجسّد التلاحم بين القيادة والشعب، قدّم مجلس النواب ردَّه على خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، مؤكدًا أن كلمات جلالته شكّلت خارطة طريق واضحة نحو مستقبلٍ أردنيٍّ أكثر استقرارًا وازدهارًا.وجاء في الردّ تأكيدٌ على التزام المجلس...
لقد كان متوقعا هذا الفوز والذي يعتبر تاريخي وغير مسبوق امريكيا لعدة اسباب اولها هذا الشاب الذي شق طريقه بنفسه غير معتمدا على ارث مالي كبير او تاريخ عائلي سياسي او حتى دعم حزبي كما يجب ان يكون ومتوقع ... لقد اعتمد على واقع عايشه وانطلق منه من الطبقة الوسطى وما تعاني منه والطبقة الفقيرة وما تحتاجه...
قدّم كل من مجلسي الأعيان والنواب ردهما على خطبة العرش التي ألقاها جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة، حيث جاء هذا الإجراء التزاما بأحكام المادة (79) من الدستور التي تفرض على مجلسي الأمة أن يُقدّما عريضة تتضمن جوابهما على ما جاء في الخطاب الملكي.ويبقى التساؤل الأبرز حول...
يعيش الأردن اليوم حالة من التداخل والصراع الهادئ بين العقلية القديمة التقليدية والعقلية الحديثة المتطلعة إلى التغيير. هذا الصراع لا يدور فقط في أروقة المؤسسات، بل يمتد إلى مفاصل المجتمع كافة، من الإدارة إلى التعليم، ومن الاقتصاد إلى الحياة العامة. وهو ليس صراع أشخاص بقدر ما هو صراع أفكار ورؤى...
رد على تساؤلات الأستاذ هاشم الخالدي حول تلفزيوننا الحبيبيا أستاذ هاشم الخالدي (أبو زيد)، تحية كرسوية منقولة بـ الواسطة وبعد!وصلني سؤالك الشفيف والمحبط (قليلًا) عن تعيينات التلفزيون الأردني الجديدة، وعن قصة المحتوى الباهت التي لا تدافع عن أحد، ولا حتى عن نفسها!لكن دعني أصحح لك مفهومًا خطيرًا......
في مدار الوجود الاقتصادي، تدور الدول كما تدور الكواكب حول شمسها، لا تستقيم في مدارها إلا حين يكون جاذب التوازن حاضرًا في كل حركة، وفي كل قرار، لكن ماذا يحدث حين تتقدم الرغبة على القدرة، وحين يصبح الإنفاقُ مرهمًا سريع المفعول لوجعٍ يتعمق في الجذور؟، يحدث أن يُحقَن الجسد المالي بجرعةٍ من التفاؤل...
لم يعد الذكاء الاصطناعيّ فكرةً خياليّة أو رفاهيّةً تقنيّة، بل أصبح واقعاً يُوجّه قرارات تمسّ حياة الناس يوميّاً: من القبول في الوظائف إلى الحصول على القروض، بل وحتى في قرارات العدالة الجنائيّة. ومع هذا التوسّع الهائل في الاعتماد على الأنظمة الآليّة، يبرز سؤالٌ جوهريّ: هل يحقّ للإنسان أن يفهم...
تعكسُ الزيارة الملكية للمجلس القضائي الاهتمام الملكي بمرفق العدالة تجذيرا للعدالة التي عززها الهاشميون ترسيخا لكرامة المواطن وحفظا لحقوقه وصيانة لها باعتبار المواطن اغلى ما يملك وثروة الوطن الحقيقية فالعدالة ركيزة وأساس كرامة المواطن و كرامته وحقه وانصافه أساس انعكاس انتماءه وفاء وعطاء لتعزيز...
في زمنٍ تتساقط فيه الأقنعة وتتهاوى فيه شعارات الوطنية الزائفة يظلّ الأردنّ شامخاً كجبلٍ لا تهزّه الرياح، صلباً في مواقفه ثابتاً في انتمائه، عزيزاً بقيادته الهاشمية التي جعلت من الحكمة نهجاً ومن الكرامة عنواناً ومن الولاء عقيدةً لا تتبدّل. هذا الوطن لم يُصنع صدفةً، بل صاغه التاريخ بيدٍ من المجد...