في خضم ما يشهده العالم من تبدلات سياسية واقتصادية، يبقى الوطن هو الملاذ، وهو الجدار الذي نسنده حين تميل بنا الأحوال. لكنّ الغرابة كل الغرابة أن يُصبح هذا الوطن - رغم دفئه - هدفًا للنيل منه من قبل من ادّعوا يومًا حبّه، وما كان حبهم إلا مصلحة عابرة.كثيرون لا تظهر معادنهم إلا عند الشدائد؛ فإمّا أن...
قرار جامعة آل البيت (إلغاء قانون تحويل رتبة مدرس إلى أستاذ مساعد) ليس مجرد خطأ إداري، بل اغتيالٌ مُمنهج لمسيرة أجيال من الأكاديميين. فبينما تنص المادة ٣٣ من نظام الموارد البشرية الأردني (٢٠٢٤) على تكافؤ الفرص في الترقيات بناءً على الكفاءة العلمية وحدها ، تختلق الجامعة معايير شبحية مثل عدم الحاجة...
في كل مرة تدوي فيها صفارات الإنذار ، يلتفت المواطنون نحو السماء، وبعضهم نحو هواتفهم بحثًا عن خبر أو توضيح، بينما يُخيم سؤال بسيط لكنه عميق ومُقلق: إلى أين نذهب؟ففي بلد لا تتوفر فيه ملاجئ عامة ولا خطط واضحة لحماية المدنيين، تبدو صفارات الإنذار وكأنها تذكرة موت مسبقة، تُمنح للمواطن كي ينطق...
العواصف الإقليمية المتصاعدةفي خضم العواصف الإقليمية المتصاعدة، حيث تُقصف العواصم، وتُغتال القيادات، وتُستهدف البُنى النووية والعسكرية في وضح النهار، يقف الأردن على مفترق طرق استراتيجي: هل الأولوية اليوم للتحصين الداخلي أم للتسلّح والردع؟ باتت الأحداث من طهران إلى تل أبيب، ومن دمشق إلى بغداد،...
من خلال ردود الأفعال المتباينة من صباح الامس حيث بدء الهجوم الاسرائيلي على إيران منها ما هو مع ومنها ما هو ضد ومنها ما هو بين هذا وذاك ....اولا ...المواقف لا تبنى على العواطف لأنها لا تمت للواقع بشيء وهي في الغالب تجافي الحقائق ثانيا ....نحن في وقت اصبح البحث فيه عن المصالح غاية وهدف الجميع لذلك...
في تطور خطير ينذر بتوسّع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، شنت دولة الاحتلال الصهيوني فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025 هجوماً مفاجئاً على أهداف إيرانية، في خطوة تمثل تحولاً نوعياً من حرب الوكالة إلى مواجهة مباشرة. هذا التصعيد يفتح الباب أمام احتمالات اشتعال حرب إقليمية واسعة النطاق، تتداخل فيها...
في أيام الجامعة، لم أكن أملك أكثر من قميصين وكتابين ونظرة حالمة لا تتفق كثيرًا مع واقع الحياة. كنت أظن أن العالم ينتظرني عند أول منعطف، وأنني سأصير شيئًا عظيمًا بمجرد أن ألتقط أنفاسي. كنت أكتب القصص القصيرة في دفاتر الرياضيات، وأهديها إلى أستاذة الأدب التي كانت تبتسم لي كثيرًا، لكنها كانت تبتسم...
نكتب في الدين، ونجادل في السياسة، ونتفلسف في الإدارة، ونُحلل الواقع ونتسابق على التنظير، ونرتّب الكلمات في المؤتمرات والمقالات... لكننا ننسى، أو نتناسى، أن أعظم الإنجازات لم تُصنع بالكلمات وحدها، بل على أكتاف من ضحّوا بصمت، ومن صبروا في الظلّ ليُضيء طريقنا إلى القمّة.ننسى أن وراء كل رجلٍ بلغ...
الوعي العالمي الانساني امام هذه الفظاعة التي لا يمكن ان يرتكبها من ينتمي للبشرية ,فالله سبحانه وتعالى جعل الرحمة الانسانية في فطرة الانسان ,بل في فطرة الحيوان ,وعي بعد عقود من التضليل ,مارسها اسياد النظام الصهيوني العالمي على شعوبها , وما زالوا يدعمون هذه الفئة بالة الابادة والدعم السياسي ,في...
لا يحتاج الوسواس القهري إلى أبواب موصدة أو جدران عالية ليحاصر الإنسان... يكفيه عقل نشيط، وضمير يقظ أكثر مما يجب، وخوف لا يُغلق عينيه أبدًا.في أعماق كثير من الأشخاص، تعيش معركة يومية صامتة، لا يسمعها من حولهم، لكنها تستهلكهم في كل لحظة. تبدأ بفكرة صغيرة، تتسلل بخفة، تهمس: هل أغلقت الباب؟ ثم تتحول...
هل إسرائيل تمشي من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها؟المتأمل في المشهد الإسرائيلي يبدو وكأنه استعراض انتصارات متوالية، تقارير عسكرية تنطق بـتفوق ساحق، تكنولوجيات قبة حديدية تتصدر العناوين، دبلوماسية هجومية تمتد من الشرق إلى أفريقيا وتحالفات عسكرية واستخباراتية تعزز حضورها في ممرات الملاحة...
في زحمة المُناسبات الوطنيّة وغمرة الفرح الذي يملأ الأرجاء ويسكن قلوب وبيوت الأردنيين، لا بُد أن نقف مرفوعي الرأس بما كُنا عليه وما وصلنا إليه؛ فما أجمل عباءة الفرح والفخر على الأردن، وما أوفى هذا الشعب الذي تناسى كُل همومه وظروفه في لحظة أن عاد التاريخ المجيد ذكراه العطرة التي أحييت فينا نفس...
دائما وابدا ما كنت أتحدث عن الثوابت ثوابت النهج وثوابت المباديء وثوابت أخلاقيات مراحل الحياه، واحاول أن أبقي أملا أن هناك أمل أن نكون وان نعود إن أخذتنا الطريق بعيدا، وان نستمر فقط في البناء ليس إلا.بينما كنت في صلاة فجر هذا اليوم، كنت اتمعن في ما كان من محاسن أقداري أن أسمع من آيات سيتلوها...
صورة تهز العروش: الملك يغسل صحنه... وميدان الكرامة يصرخ بالمساواة!تداولت الأيام صورة، ليست ككل الصور. لقطة عابرة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ينحني على ضفاف جدول، يغسل صحنه بنفسه. مشهد صادم لمن اعتاد على البروتوكولات، ومُلهِم لمن يدرك معنى القيادة...
في ظل متغيرات السوق اللحظية، يعاني مسؤولو الموارد البشرية في الشركات في استقطاب الكفاءات من الأفراد الذين يستطيعوا القيام بالأعمال المطلوبة لهذه الوظائف، ورغم وضع شروط ومواصفات محددة لشاغل الوظيفة، وكذلك تحديد الأعمال المطلوب القيام بها بدقة، إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو الاختيار صحيحا من...
ربما بشاشة الوجوه وثقافة الشخوص وعراقة المكان هم من أضفوا المزيد على جمالية اللقاء الذي تم مع معالي د. مصطفى الرواشدة وزير الثقافة وعطوفة الأمين العام د. نضال العياصرة وعطوفة د. سالم الدهام مدير الدراسات والنشر ومكتبة الأسرة، لقاء تميز بالحوار الهادئ والأقرب إلى الشامل لما يدور بأروقة وزارة...
ما إن يأتي يوم الجمعة، حتى يكون القارىء قد سئم المقالات الدسِمة، والمقالات الطويلة، ولا يحق لكاتب أن يقتحم جمعة المواطن؛ ليغرقه بوجبات اعتاد عليها طيلة الأسبوع. ولذلك، سأحاول كل جمعة أن أقدم عددًا من السندويتشات معظمها سندويتشات تربوية، أو مربّية!والساندويتش دائمًا طازج، سهل الهضم ، يختلف عما...
ترى الحكمة أن الجغرافيا بتكتلاتها و طبقاتها التراكبية الراسخة بالجمود كانت يوما مادة مرنة قابلة للسحب والطي والتشكيل وما أن تفاعلت مع الزمان حتى تحولت لقيمة صلبة يمكن تجسيمها ،وهو ما يشابه الفهم الذي يرى أن التاريخ زمان سائل و الجغرافيا زمان صلب ، ولحظة دخول الانسان منح تفاعل الزمان و المكان...
لم يكن التوقيع على اتفاقية استضافة مكتب الارتباط الدبلوماسي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة الأردنية عمّان حدثًا بروتوكوليًا عابرًا… بل هو تحوّل استراتيجي عميق يُعيد رسم خريطة التفاعل الأمني والسياسي في المنطقة… ويعزز من مكانة الأردن كحليف رئيسي وشريك لا غنى عنه في معادلة الأمن الإقليمي...
تمر المنطقة بواحدة من أخطر مراحلها منذ عقود، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية وسط تصعيد متسارع في وتيرة التهديدات والضربات غير المعلنة، في مشهد يعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات. الصراع الذي ظل مستترًا في كثير من تفاصيله بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران ومحورها من جهة أخرى، بات...