29-05-2025 03:50 PM
بقلم : علاء عواد
في غزة، تلك البقعة الصغيرة المكتظة بالسكان والتي تحاصرها الأزمات من كل جانب، يمر اليوم ٦٠٠ يوم على بدء موجة جديدة من الإبادة الجماعية. الحصار، القصف، والدمار لم تعد مجرد أخبار تتصدر عناوين الصحف، بل أصبحت واقعًا يوميًا يعيشه أكثر من مليوني إنسان تحت ظل الاحتلال الإسرائيلي.
تعيش غزة في حصار مشدد منذ أكثر من ١٥ عامًا، ولكن الأيام الـ٦٠٠ الأخيرة شهدت تصعيدًا غير مسبوق. القصف الجوي المتواصل دمر البنية التحتية بالكامل، بما في ذلك المستشفيات، المدارس، والمنازل. ولم ينجُ الأطفال من هذا الجحيم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف الضحايا هم من الأطفال والنساء.
ومع ذلك، فإن الكارثة لا تقتصر على القتل المباشر؛ بل إن نقص الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء والوقود جعل من الحياة في غزة أمرًا يكاد يكون مستحيلًا. الأزمات الصحية تتفاقم يومًا بعد يوم، مع انهيار النظام الطبي الذي يعجز عن توفير أبسط الخدمات.
وبينما يعيش أهل غزة تحت النار، يواصل المجتمع الدولي دوره المعتاد: الصمت. بيانات الإدانة التي تصدر من حين لآخر لا تساوي شيئًا على أرض الواقع. الجهود الدبلوماسية متوقفة، بينما تواصل إسرائيل عدوانها دون أي مساءلة أو عقوبات.
من ناحية اخرى فإن المنظمات الإنسانية تصرخ، لكن أصواتها تختفي وسط ضجيج المصالح السياسية. كيف يمكن للعالم أن يتجاهل مأساة بهذا الحجم؟ وكيف يستمر الصمت الدولي على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين يوميًا؟
وسط هذا الظلام، يظل الشعب الفلسطيني صامدًا. رغم الدمار، لا تزال غزة تعج بالحياة. المقاومة لا تقتصر على السلاح فقط، بل تمتد إلى صمود الأهالي في وجه كل المحاولات لكسر إرادتهم. الرسوم، الأشعار، الأغاني، وحتى الأطفال الذين يواصلون تعليمهم تحت الأنقاض، كلها مظاهر لصمود لا يمكن للاحتلال أن يقهره.
٦٠٠ يوم من الإبادة ليست مجرد أرقام؛ إنها أيام ثقيلة عاشها أهل غزة بكل تفاصيلها المؤلمة. لكن الأمل يبقى حيًا، لأن تاريخ هذا الشعب أثبت أن الظلم مهما طال، لا بد أن يزول. غزة، بدمائها وصمودها، تكتب صفحة جديدة في سجل النضال الإنساني، وتصرخ للعالم: “لن ننكسر”.
ما يحدث في غزة ليس مجرد مأساة محلية، بل قضية إنسانية يجب أن يحاسب العالم عليها. الصمت لم يعد خيارًا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-05-2025 03:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |