01-06-2025 11:37 AM
سرايا - لطالما شهد جسر "سيدي مسيد" في الشرق الجزائري قصصا درامية وأخرى وردية، فبقدر ما سجل العشاق على قضبانه أسماءهم وعلقوا على حباله أقفال الذكرى، بقدر ما كان شاهدا على حوادث منتحرين اختاروه موقعا للرحيل.
فقد شكل الجسر الواقع في ولاية قسنطينة (391 كلم شرق العاصمة الجزائر)، على مدار عقود، شاهدا على قصص الحب والموت.
إذ يزوره السياح من كامل أنحاء البلاد وخارجها على مدار السنة، خاصة أنه يقع في مدينة سياحية يطلق عليها "مدينة الجسور المعلقة".
ويستغل العشاق مرورهم بالجسر لكتابة أسمائهم على قضبانه وجدارياته أو تعليق أقفال تكون شاهدة على قصة حبهم، على غرار جسور عالمية معروفة، مثل جسر موست ليوبافي بصربيا، وهوهنزوليرن بألمانيا، وكذا جسر "بون ديزار" (أو جسر الفنون) المُقام فوق نهر "السين"، في فرنسا.
ابنة الـ 16 ربيعاً
لكن هذا المكان الجزائري ليس رمزا للعشاق فقط، فهو ملاذ المهمومين أيضا. ولعل أشهر قصة حب وموت هي لتلك الفتاة المراهقة صاحبة الـ16 سنة التي انتحرت بالقفز منه سنة 2009، بسبب رفض والديها تزويجها من عشيقها صاحب الـ21 ربيعا، حيث كتبت على الجسر اسميهما وعبارات حب وانتحرت.
فلما قصد الشاب الجسر ليعاين مكان انتحارها وقرأ العبارات التي كتبتها انتحر بدوره من نفس الجسر ليترك حزنا عميقا لدى سكان المنطقة والجزائريين.
كما حاولت عائلة بأكملها الانتحار في أغسطس 2024، بعد حرمانها من الحق في الحصول على سكن. وأثارت الحادثة حينها مخاوف السكان، واستنفرت السلطات المحلية لإنقاذ المعنيين من الكارثة.
من جانبه، قال المؤرخ عبد الحق شيخي، إن جسر سيدي مسيد المعلق هو من "أشهر الجسور التي تعتبر تحفة حقيقية، في مدينة قسنطينة وفي الجزائر عامة".
كما أضاف في تصريحه لـ"العربية.نت"، أن"تشييد سيدي مسيد انطلق سنة 1909 من قبل المهندسين الفرنسيين رابي وسويلار، مع الاستعانة بشركة المهندس الفرنسي فرديناند آرنودان، الأخير أحد أشهر المهندسين ومصممي الجسور المعدنية".
يشار إلى أن مصالح الحماية المدنية تسجل سنويا عشرات حالات الانتحار أو محاولة الانتحار منه، رغم أنها تصنف أحيانا كثيرة حالات سقوط، حفاظا على كرامة الميت وأهله، حتى استكمال التحقيقات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-06-2025 11:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |