حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2439

من أوراق المئوية: على طريق الإصلاح و التحديث

من أوراق المئوية: على طريق الإصلاح و التحديث

من أوراق المئوية: على طريق الإصلاح و التحديث

14-10-2021 10:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
أسس ملوك بني هاشم نهج إصلاحٍ وتحديثٍ في وقتٍ باكرٍ من عمر الأردن، ومع بواكير التأسيس، وهو نهج بقي راسخاً وعز نظيره في الإقليم والعالم العربي، لطبيعة ما استند إليه من شرعية مصدرها الناس بدايةً، والشرعية الدينية والتاريخية، والسياسية.

وقراءةٌ في مذكرات جلالة الملك عبدالله الثاني المعنونة بـ "فرصتنا الأخيرة"، تشرح الكثير من هذا النهج، في مواقف عززت هذه المفاهيم الإصلاحية النابعة من الناس، وتلمس همومهم، واحتياجاتهم.

يقول جلالة الملك عبدالله الثاني، في ذات المذكرات: "كان والدي يخبرني أنه حين كان يريد جس النبض العام في البلد، كان يلف رأسه على كوفية ويجعلها تغطي معظم وجهه، ويروح يتجول في شارع عمّان في سيارة تاكسي قديمة أكل الدهر عليها وشرب. كان يتوقف لأخذ راكبٍ من هنا وإنزال راكبٍ هناك، وبين شخص وآخر كان يطرح أسئلته على هؤلاء "كيف ترى الاقتصاد في البلد؟ ما رأيك في الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين؟ هل أنت راضٍ عن السياسة الجديدة التي ينتهجها الملك؟. عنّ في بالي مرة أنّ يستفز الراكب المرافق ليستدرجه إلى الكلام، فقال له: "هل تريد رأيي، هذا الملك سيء"، فما كان من الرجل إلا أنّ سحب من جيبه سكيناً وقال "اسمع، إذا قلت كلمة سوء واحدة بحق الملك فسأقتلك في هذه اللحظة! "، ولم يستطيع أنّ يهدئ من أعصاب الرجل إلّا عندما نزع الكوفية عن وجهه وعرف الرجل أنه يحدث الملك".

هذه الرواية، التي يبدو بأنها واحدة من مواقف راسخة، في تلمس احتياجات الناس وهمومهم، مضى بها جلالة الملك عبدالله الثاني بالقول "قررت أنّ أجد طريقة لزيارة المؤسسات الحكومية تحت غطاءٍ مموه لعلّي أتبين الأمور على طبيعتها وأعرف ماذا يجري حقيقة على الأرض. رتبت عدة وسائل للتمويه لا أحسبني سأفصح عنها الآن لأنني لا أزال استخدمها عند الحاجة، لكن يكفي القول إنّ أحداً ممن التقوني مرتدياً غطاء التمويه لا يمكن أنّ يحسب أنّ من يحدثه ملكاً".

ويقول جلالة الملك "زرت مرة إحدى الدوائر الضريبية فرأيت العجب، سجلات الناس والمؤسسات التجارية موضوعة في صناديق وموزعة على زوايا الغرفة هنا وهناك. إشباعاً لفضولي، ولكي أعرف مدى الإهمال لمصالح الناس، اتجهت إلى أحد الصناديق على الأرض، وأخذت بيدي بضعة ملفات واتجت نحو الباب. من يصدق أنّ أحداً لم يسألني ماذا أفعل وإلى أين كنت ذاهباً بتلك الملفات. حتى أنّ أياً من الموظفين لم ينتبه إلى ما حدث".

"في اليوم التالي اتصلت بالوزارة المعنية وسألتهم لماذا يتعاملون بهذا الاستهتار السافر بشؤون المواطنين التي من المفترض على أنّ تحتوي على معلومات سرية، قال لي أحد المسؤولين إنني زودت بمعلوماتٍ غير صحيحة، لكن حين سحبت الملفات التي كانت لا تزال بحوزتي شحب وجهه وأسقط في يده، ولم يعد يفوه بكلمة، رأيت أنّ أعلن عن تلك الزيارة لسببين على الأقل، الأول أنه كان عليّ أنّ أعيد الملفات إلى حيث يجب أن تعاد، والثاني أنني أردت أن يفهم المعنيون جميعاً أنّ دفع عملية التغيير والإصلاح هو مسألة جدية ولن أسمح بالتساهل فيها"، يضيف جلالة الملك.

إنّ هذه المذكرات تشرح جوانب هامة، من رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني، وهي واحدة من أهم ما وثقنا في العشرين عاماً الأخيرة، ذلك أنّ رؤى جلالة الملك في الإصلاح والتحديث السياسي، لطالما كانت مدركة للمتغيرات، وهي نابعة من التفاصيل القريبة من الناس، واحتياجاتهم.

واليوم، ونحن على أعتاب مرحلةٍ جديدةٍ نطمح فيها كوطنٍ، إلى إحداث نقلة نوعية في نوعية الحياة السياسية، ندرك بأنّ ما أسس له ملوك بني هاشمٍ من نهجٍ إصلاحي، هو عملية مستمرة، تبدأ من التفاصيل الصغيرة حتى العناوين الكبيرة، في رؤىً ملكية لا زالت تطمح إلى غدٍ أفضلٍ، وإلى مئويةٍ ثانيةٍ تعزز من دور الإنسان الأردني.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2439
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم