حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,4 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4409

لينا جرادات تكتب :من حكايا والدي .. إلى حقيبة الإمارات

لينا جرادات تكتب :من حكايا والدي .. إلى حقيبة الإمارات

لينا جرادات تكتب :من حكايا والدي  .. إلى حقيبة الإمارات

03-12-2025 08:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : لينا جرادات
تداهمني في هذه الأيام ذكريات استقرّت في بُطينَي قلبي، حين كانت تأتينا الإمارات بحقيبة سفر والدي رحمه الله، الذي عمل في أول عقدين من عمر الاتحاد، بالقرب من مؤسّسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيّب الله ثراه".

في تلك البقعة الخضراء بفناء بيتنا العتيق بعروس شمال الأردن لطالما كنت وصديقاتي نجلس تحت ظل شجرة الزيتون الراسخة التي تحفظ أسرار البيوت بين أغصانها ...هناك كنا نتبادل قصصنا اليومية، وعندما يأتي دوري كنت أروي بحماس حكايا الشيخ زايد- الأب والإنسان- كما كان ينقلها والدي لنا نحن الصغار، الذين لم نرَ الإمارات بعد، لكننا أحببناها من خلال كلماته.

وكنا نتلهّف لتلك القصص التي تحمل عبق الإمارات، وتأخذنا إلى مجالس الجود والعزّة.. فأتذكر جيدًا حكايا والدي المليئة بالمحبة لهذه الشخصية الفذّة بإنسانيتها، وربته على كتف والدي كلما يمر به ليشعره بالأمان في وطنه الثاني.. إلى مشاهداته لمواقف نبيلة غمرت بكرمها الوطن العربي بأكمله.
ومع حكايا والدي كانت حقيبة سفره تحمل عبق الإمارات.. من البخور والعود والعطور وقطع قماش زاهية بروح الخليج.

وما زلت أتذكر يوم عاد وفي يده "مخُور" صغير لي ولأختَيّ، فكنا نتباهى به أمام صديقاتنا وكأنه قطعة من عالم آخر... وكانت حقيبته زاخرة بهدايا الإمارات التي لم ينس بها أحداً.

ولطالما كانت الحكاية الإماراتية مدرسة أبي التي تربينا بها لننقل حروفها لكل من نعرفه ...وحتى مرت السنوات لأدرك أن والدي كان يحمل لنا أجمل ذكرياتنا، ونبض وطنٍ يفتح بابه للعرب جميعًا.

وكانت الإمارات بالنسبة إلينا أجمل الحكايا وعطراً يفوح في البيت، وروحاً يحضرها والدي تشعرنا أننا نعرف هذا البلد قبل أن نراه.

ومضت الأيام، ووجدت نفسي- بعد عقد ونصف من العمل في الإمارات- أتلمس ما كان والدي يحكيه، وجدتها في أهل الإمارات، في كرمهم ونخوتهم، وسموّ الروح...كل ما كان رواية في طفولتي صار واقعًا أعيشه، وصار الشيخ زايد تاريخًا تستمر ملامحه في معاني الاتحاد وروحه الأبدية.

فعيد الاتحاد هو مناسبة عزيزة على كل عربي يعرف معنى هذه الأرض وما قدّمته للمنطقة... هو عيد نحتفل فيه بالفكرة التي جمعت العرب في قلب إماراتها، وبالحكمة التي وضعت الإنسان على رأس أولوياتها.

واليوم، وأنا أتأمل مشاهد عيد الاتحاد، أتذكر حقيبة والدي، و"المخور" والعطور التي ملأت بيتنا، وشهد الحكايا التي صنعت بدايات علاقتي بهذا الوطن.

وأتلمّس بالذاكرة معاني الاتحاد - معنى أن يجتمع الناس على الخير، وأن تصنع دولة حاضرها بتواضع، وماضيها بفخر، ومستقبلها بإنسانيتها.

ولعل أقرب ما يشدني للإمارات هو أنها الوطن الذي يفتح بوابة سرية إلى والدي.. وامتداداً لذكراه...فكل ركن في هذا الوطن الغالي يحمل شيئاً منه.. من رواياته.. صوته وهو يروي الاتحاد.. من روائح العود التي تسبقه إلى المنزل ولمعة الفخر بعينيه حين يذكر الإمارات وأهلها.

حكايا والدي هي رواية أردنية إماراتية تمزج بين تربة الشمال الخصبة ودفء الخليج.. وتهمس بها رفيف نخيل الإمارات مع نسائم شجر الزيتون في إربد.

فعيد الاتحاد هو عيد للجميع ... عيد للقلوب التي عرفت الإمارات من بعيد، ثم وجدتها من قريب كما كانت في الرواية... كريمة...أصيلة .... وإنسانية.








طباعة
  • المشاهدات: 4409
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-12-2025 08:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم