27-10-2025 04:46 PM
بقلم : النائب الدكتور وليد المصري
لقد ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب العرش خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين ليضع أمامنا خارطة طريق واضحة لمسيرة الأردن القادمة مؤكدًا الثوابت الراسخة للدولة الأردنية في مواجهة التحديات والأزمات المستمرة.
من خلال كلماته، شعرت بأن جلالته يذكّرنا بأن الأزمات ليست استثناءً في تاريخ الأردن بل رافقتنا منذ البدايات وأن على كل أردني أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة الصعوبات وتحويلها إلى فرص للنمو والتقدم ، وهذا ما يرسخ فينا ثقافة الصمود الوطني التي تربط بين الماضي والحاضر وتعكس قدرة الأردن على الصمود والتجدد عبر العقود.
أرى في الخطاب رسالة قوية عن العلاقة الوثيقة بين القيادة والشعب، فعندما قال الملك: يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله ، كان يضعنا أمام نموذج القائد القريب من هموم المواطنين الذي يستمد قوته من ثقة الأردنيين والتفافهم حول وطنهم.
هذه الكلمات تعزز مفهوم الشرعية الشعبية القائمة على التضامن الوطني ووحدة الصف وهي قاعدة أساسية لأي مجتمع متماسك يسعى لتحقيق تقدمه.
كما كان الخطاب دعوة صريحة للبرلمان لتحمّل مسؤولياته خصوصاً في مسار التحديث السياسي الذي يهدف إلى بناء تجربة حزبية برلمانية فاعلة تخدم المصلحة الوطنية ، وربط جلالة الملك بين تطوير السياسة والاقتصاد والإدارة العامة يؤكد أن تحسين الخدمات وخلق فرص العمل ورفع مستوى المعيشة ليست خيارات بل ضرورات وطنية عاجلة يجب أن تعمل المؤسسات على تحقيقها دون تأخير.
ولا يمكن أن نتجاهل دور المؤسسة العسكرية، فقد أشار الملك إلى الجيش العربي كـ صمام أمان للدولة، امتدادًا لإرث التضحية والبناء، وهو رمز للثقة الوطنية في ظل الاضطرابات الإقليمية الراهنة. هذه الإشارة تؤكد لنا جميعًا أهمية الجاهزية الوطنية والتكاتف حول مؤسسات الدولة في كل الأوقات.
من خلال قراءتي للخطاب، أرى أنه يحمل نفَساً تعبويّاً يشجعنا على العمل الجاد والتفرغ لإنجاز المهام، بعيداً عن المماطلة والتجاذبات السياسية. المرحلة المقبلة، كما أراها، هي مرحلة مسؤولية وطنية جماعية، تتطلب من البرلمان والكتل النيابية العمل بروح الفريق الواحد، لخدمة المواطن الأردني وتعزيز الثقة بينه وبين مؤسسته التشريعية.
إن خطاب العرش ليس مجرد كلمات تُلقى على منصة، بل خارطة طريق واضحة لكل المؤسسات والهيئات، ودعوة لكل مسؤول أردني ليضع الوطن فوق كل اعتبار شخصي أو فئوي. وفي هذا السياق، أؤكد من موقعنا كرئيس كتلة عزم النيابية أن خدمة الأردنيين ستكون دائماً أولويتنا العليا، وسنعمل على ترجمة هذه التوجيهات الملكية إلى واقع ملموس على الأرض.
كما ركّز جلالة الملك في خطابه على الشباب الأردني وأهمية تمكينهم وإعدادهم للقيادة المستقبلية، وهو ما أعتبره محوراً أساسياً في عملنا النيابي. فالشباب هم أمل الوطن ومصدر طاقته المتجددة، ويجب أن نوفر لهم كل الفرص للتعليم والتدريب والمشاركة السياسية والاجتماعية، ليكونوا قادرين على قيادة الأردن نحو مستقبل أفضل. من موقعنا كرئيس كتلة عزم النيابية، سنسعى لتعزيز برامج الدعم والتمكين للشباب، وفتح المجال أمامهم لإبداء رأيهم والمساهمة الفاعلة في صنع القرار الوطني، بما يعكس ثقة القيادة بهم وبقدراتهم.
النائب الدكتور وليد المصري
رئيس كتلة عزم النيابية
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2025 04:46 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||