27-10-2025 08:31 AM
سرايا - في نهار أردني يتوهج بالانتماء والفخر، وقف جلالة الملك عبد الله الثاني أمام مجلس الأمة، حاملاً بين كلماته رسالةً تاريخية، تسطرها صفحات الأردن المعاصر بماء الذهب. خطاب يتجاوز الكلمات، ويختصر رؤية دولة راسخة وقيادة حكيمة، ويجمع بين قلق وطني واعٍ وإيمان مطلق بقدرة الشعب على الصمود والتحدي: «نعم أقلق، لكنني لا أخاف إلا الله وفي ظهري أردني». كلمات جلالته هذه تختصر مسيرة وطن، وتفتح فصلاً جديداً من المسؤولية والتطلعات.
لم يكن خطاب العرش مجرد حدث روتيني، بل وثيقة وطنية شاملة، تحمل رؤية إستراتيجية لمستقبل الأردن، تؤكد أن قوة الدولة لا تُقاس بالظروف فحسب، بل بتماسك المواطنين، وتكاتف المؤسسات، وحكمة القيادة. وقد رسم الملك خارطة طريق للإصلاح السياسي، والتحديث الاقتصادي، وتطوير القطاع العام، داعياً المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل أفضل للوطن.
الملقي: حكمة القيادة وأبعاد الرؤية الوطنية
أكد رئيس الوزراء الأسبق العين د.هاني الملقي، أن خطاب الملك جاء ليطمئن الأردنيين ويؤكد ثقة القيادة في قدرات الشعب، وقال: «الرسائل التي حملها الخطاب تؤكد أن الأردن بخير، وأن قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قادرة على عبور أي مرحلة صعبة بثبات واقتدار». وأضاف: «الأمل والمستقبل أمامنا، والإصلاحات واضحة، من تعزيز التضامن الشعبي وصولاً إلى تطوير التعليم والصحة».
وأشار إلى أن الخطاب الملكي تضمّن توجهات استراتيجية واضحة للمرحلة المقبلة، أبرزها تعزيز التضامن والتماسك الشعبي خلف القيادة الهاشمية والمضي في تنفيذ المشاريع الإصلاحية. كما ركّز على أهمية الإصلاح الاقتصادي ليعمّ الخير على جميع المواطنين.
وأكد الملقي على أهمية دور الشباب والشابات في عملية التنمية، مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأساسية لأي مشروع تنموي: «الدولة والشعب شريكان في البناء الوطني».
المعايطة: خطاب استثنائي يتجاوز البرامج الحكومية المعتادة
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، وصف خطاب العرش السامي بأنه استثنائي ومتجاوز للبرامج الحكومية المعتادة، متماشياً مع التحديات الإقليمية، وخصوصاً العدوان على غزة وتداعياته على الأردن. وقال: «جلالة الملك وجّه رسالة صادقة للشعب تؤكد أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في صمود مواطنيه وإيمانهم بالدولة». وأضاف: «الخطاب ركّز على مشروع التحديث الشامل بمساراته الثلاثة: السياسي، الاقتصادي، والإداري»، مؤكدًا أن المشروع ليس حكومياً فقط، بل «مشروع دولة كامل».
عويس: تحسين الوضع المعيشي ودعم الاقتصاد الوطني
بدوره، أكد العين د.وجيه عويس أن الملك ركّز على تحسين الوضع المعيشي ودعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات، وقال: «جلالته أكد أن التحديث الاقتصادي طويل الأمد، لكنه الطريق الوحيد نحو واقع اقتصادي أفضل لجميع الأردنيين». وأوضح أن الملك جدد التأكيد على الثوابت الوطنية تجاه فلسطين والوصاية الهاشمية على المقدسات، معتبراً أن ذلك يعكس تصميم القيادة على خدمة الوطن وقضاياه العادلة.
الحمود: وثيقة تاريخية تلامس حاجات المواطن اليومية
العين فاضل الحمود رأى في الخطاب وثيقة تاريخية تلامس حاجات المواطن اليومية، مع الاهتمام بقطاع الصحة وتحسين الخدمات العامة والنقل والتعليم لمواكبة التطورات العالمية. مؤكداً أن مجلس الأعيان «سيظل شريكاً فاعلاً مع الحكومة لدعم مسارات التحديث الثلاثة وتذليل العقبات أمام المواطنين».
الحاج توفيق: المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجميع
أما رئيس غرفة تجارة الأردن العين خليل الحاج توفيق، فوصف رؤية التحديث الاقتصادي بأنها «مشروع وطني شامل، يتطلب العمل بروح الفريق الواحد والالتزام بالشفافية لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة»، وأضاف: «المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجميع تحت شعار (فريق الأردن)، والعمل بروح الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومجلس الأمة لتحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية»، مؤكداً أن مجلس الأعيان «بيت حكماء» داعم للحكومة.
العماوي: التشريع والرقابة أدوات الإنجاز
أكد النائب د. مصطفى العماوي أن خطاب الملك حمل رسائل واضحة للداخل والخارج معاً، جسدت الفخر بالجيش والشعب والمؤسسات، وقال: «المواطن الأردني هو القوة الحقيقية للأردن، وعلينا جميعاً الالتفاف حول القيادة الهاشمية والثوابت الوطنية، مع استمرار دعم الأشقاء في فلسطين». وأضاف أن جلالة الملك دعا النواب للارتقاء بمسؤولياتهم التشريعية وتحسين أداء البرلمان، و"خلق نقلة نوعية في العمل النيابي بما يحقق أهداف التحديث الشامل».
أبو رمان: المجلس النيابي شريك في إنجاح رؤى التحديث
النائب رانيا أبو رمان أوضحت أن المجلس النيابي شريك أساسي في إنجاح رؤية التحديث الاقتصادي، وقالت إنه «يساهم في ذلك عبر إقرار القوانين التي تحفز الاستثمار، ومراقبة أداء الحكومة، ودعم المحافظات، وتمكين المشاريع الناشئة والشباب والمرأة»، مؤكدة أن الرقابة على القطاع العام، وضمان العدالة والنزاهة في تقديم الخدمات «مسؤولية دستورية وأخلاقية على الجميع».
المحارمة: ترجمة توجيهات الملك إلى برامج عملية
النائب محمد يحيى المحارمة شدد على أن المجلس يتحمل مسؤولية دعم التحديث الاقتصادي عبر التشريع والرقابة، وتحفيز الاستثمار والابتكار، ومتابعة تنفيذ برامج الرؤية الاقتصادية لضمان العدالة في توزيع المكتسبات، وقال: «المجلس يترجم توجيهات الملك إلى برامج عملية تحقق التنمية الشاملة، وتعزز ثقة المواطنين بالمؤسسات».
الخشمان: دعم مواءمة التشريعات مع برامج التنفيذ
النائب زهير الخشمان أكد أن المجلس يدعم مواءمة التشريعات مع برامج التنفيذ، ويربط الموازنة بمؤشرات الرؤية الاقتصادية، ويحول اللجان الاقتصادية إلى منصات تقييم مستمرة، وقال في ذلك: «الرقابة الدقيقة على الأداء الحكومي تضمن الالتزام بالخطط الزمنية، ورفع معدلات النمو، وخلق فرص عمل جديدة».
الحنيطي: سرعة إقرار القوانين المرتبطة بالتحديث
النائب عطا الله الحنيطي أشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب سرعة إقرار القوانين المرتبطة بالتحديث الاقتصادي، وتطوير القطاع العام ليكون أكثر فاعلية وكفاءة، وحماية حقوق الموظفين، وقال: «هدف المجلس هو ضمان أن يكون الجهاز الحكومي قادرًا على أداء واجباته على أكمل وجه، وفق قانون يحمي العاملين ويضمن عدالة الخدمات».
خطاب العرش ملحمة وطنية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين المسؤولية والإنجاز، بين الرؤية والواقع.
لقد أكد جلالة الملك أن الأردن قوي بصموده، وأن الوطن يبنى بشراكة الدولة والشعب، وأن الاستثمار في الإنسان أساس التقدم والازدهار. كما شدد على أن التشريع والرقابة أدوات لتحقيق العدالة والنمو المستدام، وأن المشاركة الفاعلة لكل مكون من مكونات الدولة هي الطريق الأمثل لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية.
الأردن اليوم، كما رسمه الخطاب السامي، ليس مجرد وطن على خريطة الشرق الأوسط، بل تجربة مستمرة في الصمود والإبداع والتحديث، حيث يقف الأردنيون على قلب رجل واحد مع قيادتهم، ليكتبوا فصولاً جديدة من المجد والتقدم.
الراي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2025 08:31 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||