حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,4 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 902

فهد الخيطان يكتب: صفقة على حساب غزة؟

فهد الخيطان يكتب: صفقة على حساب غزة؟

فهد الخيطان يكتب: صفقة على حساب غزة؟

04-12-2025 08:33 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - الوضع بالنسبة لعموم سكان قطاع غزة مأساوي، ولنتنياهو ملائم جدا، ولحركة حماس أفضل ما هو متاح.
مأساوي،لأن نصف سكان القطاع فقدوا أرضهم التي باتت تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقدوا منازلهم أيضا. النصف الثاني من سكان القطاع، إما تهدمت بيوتهم أو باتوا محشورين في أحياء شبه مدمرة. وفي المحصلة جميع السكان يعيشون على مساعدات إنسانية تصل بالقطارة. أما البضائع في الأسواق وإن توفرت فهي باهظة الثمن ومعظمها كماليات.


نتنياهو ليس راغبا من الأساس بالتقدم نحو المرحلة الثانية.جيشه يسيطر على أكثر من نصف غزة والمؤسسة الإسرائيلية تتعامل مع الخط الأصفر بوصفه حدودا دائمة لإسرائيل. سيطرة حماس على ما تبقى من قطاع غزة، وتعثر جهود تشكيل القوة الدولية يعطي نتنياهو المبرر القوي لاستئناف حربه على القطاع في مرحلة لاحقة ومواصلة الحصار المشدد.
أفضل المتاح لحماس،لأن تنفيذ المرحلة الثانية، يفرض عليها استحقاقات مكلفة؛ تسليم السلاح والتخلي عن حكم غزة نهائيا. الوضع القائم يجعل الحركة، حكومة قائمة بحكم الأمر الواقع، في غياب البديل. ويمنحها فرصة التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب صفوفها. حماس تدرك أن إدارة ترامب لن تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الحرب بسهولة، بعد الإنجاز الذي حققه ترامب هناك. حكم نصف غزة أفضل من خسارتها كاملة.
فريق الرئيس ترامب الذي تواجد في المنطقة بإقامة شبه دائمة قبل أسابيع، لم يعد مهتما بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ. ما أن لاحت فرصة التسوية الكبرى بين روسيا وأوكرانيا حتى انصرف جهد ويتكوف وكوشنر وروبيو نحو الفرصة الأهم؛ صفقة كبرى تنهي حربا كبرى تهدد مصالح الغرب برمته.
الرئيس ترامب، لم يعد يأتي على ذكر غزة والعقبات التي تعترض تطبيق المرحلة الثانية. كل جهوده منصبة على إقناع موسكو وكييف بالعرض الأميركي المحسن لوقف الحرب.
في الكواليس، ثمة إشارات قوية، على فشل جهود تشكيل قوات دولية لفرض السلام في غزة. تمسك إسرائيل بما احتلته من أرض وإصرار حماس على حل فلسطيني توافقي لقضية السلاح، ورفض المانحين المشاركة في عمليات إعادة الإعمار قبل تسوية الملفات الأمنية، عوامل مجتمعة قد تدفع بالإدارة الأميركية إلى التراجع للوراء وترك غزة تواجه مصيرها.
القاهرة كانت متحمسة لاستضافة مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة الشهر الماضي، عادت وتراجعت عن الموعد، في ظل غياب الاهتمام الأميركي والدولي وتعثر جهود تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
الأسابيع المتبقية من العام الحالي حاسمة لجهة تحديد الخطوات الممكنة مطلع العام الجديد. يتعين على الدبلوماسية العربية والمجموعة العربية الإسلامية تحديدا، التحرك بسرعة، للمحافظة على زخم التحرك الدولي والأميركي وصولا إلى صيغة توافقية تضمن الانتقال إلى المرحلة الثانية، بكل مندرجاتها، لنزع مبررات إسرائيل في مواصلة احتلالها لقطاع غزة، والشروع في عملية إعادة الإعمار بأقرب وقت ممكن.
تكريس الوضع القائم، يعني ضياع نصف قطاع غزة، وهلاك السكان في النصف الثاني. إن كان هذا الوضع يناسب الطرفين المتصارعين، فهو لا يناسب أبدا شعب غزة، ولا دول المنطقة وشعوبها، وما يخشاه الكثيرون، أن تدخل أزمة غزة طور النسيان، فيما يتركز الاهتمام الأميركي على الصفقة الأهم بين روسيا وأوكرانيا.











طباعة
  • المشاهدات: 902
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-12-2025 08:33 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم