22-10-2025 09:08 AM
بقلم :
سرايا - تترقب عمان وعواصم المنطقة الوضع في العراق بحذر شديد، مع مؤشرات تدل على أن الفترة المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها.
العراق الذي يستعد لإجراء سادس انتخابات برلمانية بعد عام 2003 في الشهر المقبل، ليس أمام انتخابات عادية، بل هي انتخابات ترصد مؤشراتها أطراف عدة خصوصا على صعيد تأثيراتها على الوضع السياسي، والاستقرار الأمني، خصوصا، ما يتعلق بالتيارات الموالية لإيران، من جهة، والعلاقة مع الولايات المتحدة، وما يرتبط بوجود تنظيمات مسلحة جميعها تابعة لطهران، وموزعة جغرافيا.
العقدة في هذه الانتخابات تتشكل بقوة في ظل مقاطعة تيارات عراقية مثل التيار الصدري الذي يطالب بضرورة حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى وجود انقسام سياسي في التيارات العراقية المحسوبة على ايران، وهذا الانقسام ينفرد ثقله على مسارين، أولهما تيارات تريد النأي بالعراق عن كل المواجهة مع إيران، وحماية العراقيين حتى لو أدى ذلك لنزع سلاح التنظيمات العراقية المسلحة وتفكيكها، وتيارات ترفض نزع السلاح تارة تحت عنوان محاربة تنظيم داعش، وتارة باعتبار أن نزع السلاح استجابة لضغوط أميركية وإسرائيلية.
العراق هو الجار الشرقي الأول للأردن، والكل يعرف أن الأردن محاط بأزمات نارية من كل الجهات، ولا يريد للعراق أن ينزلق نحو صراع داخلي، لأي سبب كان، ولا يريد أيضا أن يتعرض العراق لضربات إسرائيلية في سياق استهداف التنظيمات العسكرية المسلحة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تضغط تل أبيب من أجل نزعها.
هذا الضغط يشتد منذ ثلاثة أشهر، فيما تتجنب السلطات الرسمية العراقية الدخول في مواجهة مع أي تنظيم، مثلما تواجه ضغطا من الأميركيين الذين يقدمون مساعدات عسكرية للعراق، وضغطا ثانيا من إيران، وجماعاتها، من أجل إبقاء العراق منصة عالقة هذه الفترة.
أي ارتداد سلبي للانتخابات العراقية يعني تراجع المساحات السياسية لصالح الجماعات المسلحة، وهي جماعات تضغط واشنطن أيضا من أجل تفكيك قواعدها، وإخراجها من مواقع محددة بعضها قريب من الحدود العراقية السورية، أو الحدود العراقية الأردنية.
الخبراء يقولون إن الجماعات المسلحة منقسمة أيضا على خلفية الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وتتجنب غالبيتها التصعيد حاليا.
السؤال المطروح هنا بقوة يرتبط بفرضية تقول إن إسرائيل قد لا تذهب هذه المرة إلى ضربة جديدة لإيران، دون أن تتأكد من سكون الساحة العراقية، إما عبر توجيه ضربة إسرائيلية للعراق، وإما عبر تجاوب بغداد الرسمية مع الضغوطات لنزع السلاح.
المؤكد هنا أن الطريق الإسرائيلي نحو إيران هذه المرة يمر بالعراق، خصوصا، في ظل استمرار قصف الجبهات في غزة، وسورية، ولبنان، واليمن، ومواقع ثانية، تقول إن الحرب لم تنته، وستبقى متقطعة، والكل يذكر تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية في الأمم المتحدة للعراق، في حال تم إطلاق صواريخ ومسيرات من العراق.
قراءة خريطة الانتخابات العراقية المقبلة، ستكشف عن مؤشرات كثيرة حول المرحلة المقبلة، وإذا ما كان العراق قادرا على إنتاج برلمان دون انقسامات من جهة، بما يعيد رسم خرائط التنظيمات المسلحة، والمفارقة أن التنظيمات العراقية المحسوبة على إيران، هي ذاتها التي تحارب داعش، وكأنها هنا باتت مطلبا إقليميا من الزاوية الوظيفية، ولو مؤقتا، وهو أمر غير قابل للضبط في النهايات.
أخطر ما يمثله وضع العراق على الأردن، ينبع من قيام الاحتلال بتوجيه ضربات استباقية للعراق تؤدي إلى رد فعل عابر للأجواء الأردنية، أو التوجه لضرب إيران ودخول العراقيين هذه المرة شركاء في الحرب ضد إسرائيل، بما يعنيه ذلك سياسيا وأمنيا وجغرافيا، في ساحات مشتعلة باتت مرتبطة ببعضها البعض.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-10-2025 09:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |