حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,29 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3899

موفق ابو دلبوح يكتب: لا أخاف إلا الله .. وفي ظهري أردني

موفق ابو دلبوح يكتب: لا أخاف إلا الله .. وفي ظهري أردني

موفق ابو دلبوح يكتب: لا أخاف إلا الله ..  وفي ظهري أردني

27-10-2025 02:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
"لا أخاف إلا الله… وفي ظهري أردني": كلمة تختصر تاريخ وطن وإرادة ملك
في لحظة من الصدق والوضوح، صدح جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب العرش قائلاً:

«نعم، أقلق… لكن لا أخاف إلا الله، ولا أهاب شيئا وفي ظهري أردني.»

عبارة قصيرة في حروفها، لكنها عميقة في معناها، خرجت من قلب قائد خبر الصعاب، وعرف أن طريق الدولة لا يُعبد بالطمأنينة وحدها، بل بالوعي واليقين والإيمان بالشعب.

أولاً: القلق الشريف لا الوجل الضعيف
حين قال الملك: «نعم، أقلق»، لم يكن يبوح بخوفٍ أو تردد، بل بمسؤولية رجلٍ يحمل همَّ وطنٍ في صدره. القلق هنا ليس ضعفاً، بل حسٌّ يقِظٌ للمسؤولية، واستشعار دقيق لتحديات الأمة. فالملك لا يعيش بمعزل عن شعبه، ولا يتحدث من برجٍ عاجيّ، بل من قلب الواقع، حيث تتلاقى طموحات الأردنيين مع متاعبهم اليومية.

ثانياً: لا أخاف إلا الله
في زمنٍ تكثر فيه الضغوط وتتبدل الموازين، جاءت عبارة «لا أخاف إلا الله» بمثابة إعلانٍ للثبات واليقين. إنها رسالة بأن الخشية لله وحده، وأن القوة الحقيقية تنبع من الإيمان، لا من العُدّة والعدد. هنا يتجلّى جوهر القيادة الهاشمية، التي تستمد شرعيتها من خدمة الناس، وتستمد صلابة مواقفها من خشية الخالق لا ممالأة المخلوق.

ثالثاً: وفي ظهري أردني
أما هذه الجملة الأخيرة فهي تاج العبارة وروحها، إذ تلخص فلسفة القيادة في الأردن: أن الشعب هو السند، والجندي، والدرع، والظَّهر.
حين يقول الملك "في ظهري أردني"، فهو لا يتحدث عن ولاءٍ أعمى، بل عن عهدٍ متبادل: القائد في الميدان، والشعب من خلفه، كلاهما في خندق الوطن.
هي جملة تُعيد تعريف العلاقة بين الحاكم والشعب على قاعدة الثقة والشراكة، لا على معادلة الرهبة أو التبعية.

رابعاً: المعنى الوطني والرسالة الخالدة
هذه المقولة لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن ظرفها. فالأردن اليوم يواجه تحديات اقتصادية وإقليمية معقدة، ومع ذلك، يختار الملك أن يبعث برسالة طمأنينة وعزم:
أننا لا نخاف إلا الله، وأننا لسنا وحدنا، ففي الظهر أردنيٌّ وفي القلب وطن.
هي دعوةٌ صريحة إلى التلاحم، إلى الإيمان بأن القيادة والشعب جسد واحد وروح واحدة. فكل أردني، حيثما كان، هو ركيزة من ركائز الصمود، وذخيرة في معركة البقاء والكرامة.

خامساً: المعادلة التي تصنع الاستقرار
في مقولة الملك تتجلى معادلة الأردن الدائمة:

إيمانٌ بالله لا يتزعزع،

وثقةٌ بالشعب لا تتبدد،

وقلقٌ مسؤول لا ينقطع.

بهذه الثلاثية يعيش الوطن، ويستمر في عبور الأزمات كما فعل عبر تاريخه الطويل. فهي ليست كلمات عابرة في خطابٍ رسمي، بل وثيقة وجدانية تذكّر الأردنيين بأن القائد مؤمن بشعبه كما يؤمن بربه.

خاتمة
«لا أخاف إلا الله، وفي ظهري أردني» ليست مجرد جملة، بل قسمٌ وطنيٌّ صادق يختزل روح القيادة الهاشمية ومعدن الأردنيين.
إنها وعدٌ من ملكٍ لشعبه، بأن الخوف لا مكان له في وطنٍ يواجه بالتقوى، ويصمد بالإيمان، ويتماسك بالعزوة.
وفي المقابل، هي عهدٌ من الشعب لقائده، بأن يبقى دائماً خلفه، سنداً وظهراً ووفاءً.

موفق عبدالحليم ابو دلبوح








طباعة
  • المشاهدات: 3899
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-10-2025 02:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم