27-10-2025 02:20 PM
بقلم : حسين الريان
فهو ليس مجرد قرار سياسي عابر بل هو تعبير عن نهج استراتيجي متجذر في رؤية الدولة الأردنية التي تدرك أن أمنها الوطني لا يُصان بالمغامرات العسكرية بل بالحكمة والاتزان والتمسك بثوابت الموقف القومي والإنساني
الأردن يدرك أن ما يجري في غزة ليس صراعا حدوديا بل معركة وجود وكرامة لشعب يواجه آلة عدوانية لا تعرف الرحمة لذلك اختار أن يكون دوره في ميادين الدبلوماسية والإغاثة والسياسة لا في ساحات الحرب والسلاح ، فمهمة الجيش الأردني حماية الوطن لا الزج به في معارك تخدم أجندات الآخرين
رفض الأردن المشاركة العسكرية ليس انعزالا عن القضية الفلسطينية بل دفاعا عنها بطريقته فالمملكة ما زالت تتصدر الجهود لإيصال المساعدات ودعم صمود الغزيين وفضح جرائم الاحتلال في المحافل الدولية وهي مواقف تترجم التزاما تاريخيا بالأخوة والواجب العربي دون شعارات
السياسة الأردنية في هذا الملف تمثل نموذجا للاتزان في زمن الفوضى فالقيادة الأردنية تقرأ المشهد بعمق وتعلم أن أي تورط عسكري في غزة سيخلط الأوراق ويهدد استقرار الإقليم وربما يفتح الباب أمام صراعات أوسع لذلك جاء الموقف حكيما محسوبا يوازن بين المبدأ والمصلحة وبين العاطفة والعقل
بهذا الموقف يؤكد الأردن أنه ثابت على نهجه القومي يدافع عن فلسطين بما يملك من أدوات التأثير دون أن يسمح بتحويل جيشه إلى ورقة في صراعات الآخرين ويبرهن أن السيادة ليست فقط في القرار العسكري بل في القدرة على السيطرة دبلوماسيا في الوقت الذي يحاول فيه الآخرون لقلة خبرتهم فرض خيارات لا تخدم الأمة انما تشق الصف وتخلق المزيد من البغضة والضغائن بين الاشقاء والأخوة
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2025 02:20 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||