19-06-2025 02:31 PM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
تعد الجامعات منارات علم ، ومشاعل نور تضي عتم كل مسارب الوطن ، وتقدم الخريجين كل طالع شمس في تخصصات عديدة قد يكون لها تأثير إيجابي على ميادين ومجالات عدة للوطن لتحقيق التنمية المستدامة التي تحققت لدى كثير من الدول التي ليس لديها ارث ضارب في التاريخ ، وقد يكون بعضها مُجرد قضاء سنوات في طرق الجامعة بدون ان يكون لها أي نتاج او منفعة تنعكس على سيرورة الوطن التنموية التي نتوق لها .
اليوم وكل يوم تخرج علينا بعض الجامعات الاردنية بتصنيفات عالمية او غير عالمية ، وتضع نفسها في خانات متقدمة ضمن جامعات عالمية كان لها سبق الريادة والتقدم ، وقدمت وتقديم كثير من المُنجزات وكان لها تأثير في مجالات علمية وعملية عدة جراء ما ينجزه باحثيها من أبحاث علمية ، لها فواعل كبيرة في حياة البشر وتقدم منظومة حقيقة وصادقة وموثوقة لسيرورة المجتمعات مما يجعل شعوبها تتمكن من استخدام نتاج باحثيها من تقنيات وابتكارات وابداعات لها دور في تحول كبير في ميادين متشعبة الى ما هو افضل ويساهم في رفاهية وجودة حياة البشر ، وسهولة القيام بتسيير كافة الأمور بعيدا عن التعقيد والتكلفة .
ان الجامعات الأردنية عليها مسؤوليات جسام ، مسؤوليات اجتماعية ، واقتصادية وتنموية وصحية عليها القيام بدعمها وتطويرها وبكل ما اوتيت من قوة حتى يكون لها تأثير على جودة ورفاهية حياة المواطن الأردني في كل المجالات ، الا ان ما تقدمه من نتاجات علمية لم تظهر او تنعكس على حياة المواطن لغاية الان، خاصة انها تُظهر نفسها بانها ضمن افضل الجامعات العالمية ، وكل يوم تقفز الى رقم متقدم في حين لم نرى أي إنجازات لهذه الجامعات تنعكس بشكل جلي على المُجتمع الأردني ، سواء في مجال الطب او الهندسة او التكنولوجيا او تقنيات انترنت الأشياء ،او الذكاء الاصطناعي و لم يظهر نتاجها من خلال الأبحاث التي تنعكس على سيرورة الحياة اليومية ، والنقل والمواصلات والمرور ، والمدن الذكية والزراعة الذكية ، او التصنيع الذي يُغني الدولة عن الاستيراد في مجالات عدة ، توفر العملات الصعبة جراء ذلك ، ويصبح الوطن فيه اكتفاء ذاتي في مجالات وميادين معينة ، وتصبح تلك السلع من الإنتاج الوطني المُتأتي من الأبحاث الجامعية ، وبسعر اقل بكثير من سعر الاستيراد ، فضلا عن ان تلك الأبحاث سيكون لها مردود كبير على الجامعات من جهة وعلى الباحثين الذين يقدون نتاجهم العلمي بشكل غير مسبوق ونافع للوطن .
لم يعد للارقام التي تتقدم بها الجامعات أي نفع ان خرجت عن مساربها الصحيحية والحقيقة التي لا بد ان تقوم بها ، وان تظهر ما عليها مسؤولية اجتماعية وعلمية حقيقية ، تحمل في طياتها كثير من المعارف التي ستكون لها اثر كبير على المجتمع الأردني ، وفي كافة الميادين ، فان لم تكن هذه الأرقام حقيقية في التأثير على الإنتاج والتقدم التكنولوجي والزراعي ، وتجويد الامن الغذائي فانها لن تكون سوى سرد نسمعه كل يوم بدون أي نتاج مؤثر ونافع وينعكس على حياة المواطن بشكل جلي .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-06-2025 02:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |