14-06-2025 11:38 AM
بقلم : عبد الله مصطفى السعود
من قرية عيمة، الوادعة بين جبال الطفيلة الهاشمية، ومن بين سفوحٍ شهدت طفولتي، كما شهدت ولادة آبائي وأجدادي، أكتب إلى وطني الحبيب الأردن، حباً وولاءً ووفاءً، في يومٍ من أعزّ أيامه: عيد الجلوس الملكي.
في هذه القرية التي تحتضنها الطبيعة الأردنية بأصالتها، تعلمت أول دروس الانتماء، ومن نسائم جبال الشراه، وأشجار الزيتون واللوز، وطيبة الناس، عرفت أن الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية، بل هو هوية وقيمة ومصير.
هنا، في عيمة، يبدأ الانتماء من الطفولة، ويتجذر في النفس كما تتجذر أشجار العرعر في جبال الجنوب.
الأردن… ليس فقط أغلى ما نملك، بل هو كل ما نملك
ليس في الأمر مبالغة حين نقول: “الأردن هو كلّ ما نملك”.
هو القلب الذي يخفق بالولاء، والعقل الذي يزن الأمور بحكمة، والكرامة التي تسكن الأرواح. من أجل الأردن، تهون الأرواح، وتُبذل الغوالي دون تردد. ففيه وُلدنا، وعلى ترابه نُدفن، وبين ذلك نعيش نحمل محبته كرسالة، وخدمته كأمانة.
في الرابع من حزيران عام 1999، تسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الدولة الأردنية. لم يكن ذلك اليوم مجرد انتقال للسلطة، بل بداية رؤية جديدة، وعهدٍ من المسؤولية، وحكمة قيادية في زمنٍ يزداد فيه التحدي.
لم يكن عهد جلالته عهد شعارات، بل عهد أفعال وإنجازات. وفي محطات كثيرة، وقف الأردن شامخاً، معتدلاً، شجاعاً، في وجه أزمات تعصف بالإقليم. فكان بيت الحكمة العربي، وصوت التوازن في زمن الانقسام.
نعيش اليوم في محيط ملتهب، تتصاعد فيه وتيرة الصراع الإقليمي، وتضيق فيه فسحات العقل، وتتخبط فيه المواقف. ورغم ذلك، يبقى الأردن، بقيادته الهاشمية، صامدًا وثابتًا على مواقفه، متمسكًا بسيادته وأمنه الوطني، رافضًا الانجرار إلى محاور الصراع أو التفريط بثوابته.
لقد كانت مواقف جلالة الملك، الحكيمة والجريئة، محل تقدير دولي، حيث حافظ الأردن على استقلال قراره، ودافع عن قضايا الأمة – وفي مقدمتها القضية الفلسطينية – بثبات وكرامة، دون أن يفرّط بمبادئه أو ينزلق إلى صراعات الآخرين.
في الطفيلة، وتحديدًا في قريتي عيمة قلوب تنبض بحب الوطن،؛ حيث يتعلم الأبناء أن حب الوطن ليس كلمات تُقال، بل قيم تُعاش وأمانة تُصان. هنا لا يحتاج الولاء إلى مناسبة، ولا يحتاج الحب إلى مناسبة إعلامية.
فأبناء عيمة فخورون بانتمائهم إلى هذا الوطن، يحملون الأردن في قلوبهم، ويحفظون العهد مع قيادتهم، ويؤمنون أن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه المخلصين.
في عيد الجلوس الملكي، لا نحتفل بمرور الزمن فحسب، بل نجدد العهد بأن نواصل العمل، ونعزز الثقة، ونصون الجبهة الداخلية، وننهض بالأردن في التعليم والتنمية والبناء.
فهذا الوطن الذي صمد أمام الحروب والأزمات والمحن، لا يليق به إلا الإخلاص، والعمل النزيه، والوحدة، والرقيّ بالأخلاق والهوية.
في كل مرة تعصف العواصف بالمنطقة، يثبت الأردن أنه ليس مجرد بلد صغير على الخريطة، بل قلعة ثبات ومركز توازن إقليمي.
وجلالة الملك ليس فقط زعيماً دستورياً، بل قائد حكيم مُلهِم، وربّان سفينة ماهر، ورمز وحدة في زمن التشتت.
كل عام وجلالتكم بألف خير،
كل عام والأردن أقوى بحكمتكم،
كل عام ونحن على العهد باقون، ومن أجل الوطن ثابتون.
حفظ الله الأردن، أرضًا وشعبًا وقيادة، في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
كتبه عبد الله مصطفى السعود
عيمة – الطفيلة الهاشمية
abdallahm.alsoud@gmail.com
0790564444
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-06-2025 11:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |