31-05-2009 04:00 PM
مضت ايام عديدة على تصويت الكنيست الصهيوني ، على اقتراح النائب ارييه الداد ، بضم بقايا الضفة الغربية الى الاردن ، ومنح الفلسطينيين من سكانها الجنسية الاردنية ، دون ان نسمع من الطرف الفلسطيني ، وبالذات السلطة الفلسطينية في رام الله ، أي رد فعل على هذا الاقتراح وهذا التصويت ، والذي كان من المفترض ان يجعلها تقيم الدنيا ولا تقعدها ، لانها الطرف الاكثر تضررا من هذا الامر .
لقد قامت السلطة الفلسطينية عام 1993 ، عقب اتفاق اوسلو ، والذي كان الرئيس الفلسطيني الحالي ابرز مهندسيه ، على ارض غزة واريحا اولا ، كنواة للدولة الفلسطينية ، وعلى ان يتم بحث قضية القدس وحق العودة في مفاوضات الحل النهائي ، وكان من تبريرات الاتفاق ، انه يساهم في تثبيت اقدام سلطة الشعب الفلسطيني فوق جزء من ارضه ، والانطلاق منه الى تحقيق طموحه ، في اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين ، بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 ، وتكون عاصمتها القدس ، مع ضمان حق العودة للاجئين والنازحين .
لقد كانت تجربة "دويلة" حي الفاكهاني في بيروت ، على مساحة واحد كيلومتر مربع ، هي الملهم لاصحاب فكرة قيام سلطة فلسطينية ، على أي جزء من ارض فلسطين يتم استعادته ، وكانت تلك احدى المبررات لقيام السلطة ، فلقد اوحت تلك التجربة للبعض ، بالقدرة على تحقيق الهدف الوطني ، عندما تتوفر قاعدة انطلاق للعمل الفلسطيني في مكان ما ، فكيف ان كان ذلك فوق جزء من فلسطين .
لقد كانت كل المبررات لاتفاق اوسلو ، هي انها خطوة على طريق قيام الدولة الفلسطينية ، ومنذ تاريخ ذلك الاتفاق ونحن نسمع عن هذا الحلم الذي طال انتظاره ، وتتعدد السيناريوهات والمشاريع السلمية ، وتتوالى الاحباطات ، لكن الهدف بقي صريحا واضحا ، التف حوله العرب ، وكان اخر تجسيد له في المبادرة العربية للسلام ، وتبني الادارة الامريكية السابقة له لدورتين متتاليتين لبوش ، وكذلك الادارة الحالية ، ومن اجل تحقيقه دون التفريط بالقدس وحق العودة ، كان ياسر عرفات صلبا في مفاوضات كامب ديفيد مع باراك وكلينتون ، مما دفع كلينتون لان يقول له ، انه سيكون اخر رئيس امريكي يصافحه ، وقد تحقق ذلك ، فدفع ثمن صلابته حصارا صهيونيا له في رام الله حتى اغتياله ، ودفع ثمنه الشعب الفلسطيني الاف الشهداء خلال الاجتياح وما تلاه .
لقد تعودنا دائما على رد فعل من اقطاب السلطة الفلسطينية ، بعد أي تصريح او فعل اسرائيلي ، يعيق هذا الهدف ، وبالامس نسف الكنيست الصهيوني حلم الدولة الفلسطينية ، بعد تصويته على اقتراح النائب الصهيوني المتطرف الداد ، دون ان نسمع من السلطة رد فعل كلامي فقط ، يصل الى ما هو اقل من مستوى الحدث ، وكأن الامر لا يعنيهم ، وهم من المفترض ان يكونوا اكثر المتضررين ، لان هذا الاقتراح ، كما بدى منه علانية ، سوف يشطب اسم فلسطين من الوجود ، فهو ينص على ضم بقايا الضفة الغربية للاردن ، ومنح الفلسطينيين الجنسية الاردنية ، بعد كل النضالات التي خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، لترسيخ وجود هذا الشعب على مستوى العالم ، فاعترف هذا العالم به ، وبحقه في دولة مستقلة فوق ارضه .
ان هذا الصمت من قبل السلطة الفلسطينية ، يثير الريبة حول حقيقة الاقتراح الصهيوني ، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ، التحليلات التي تزدحم بها المواقع الاعلامية ، عن تخلي السلطة عن حق العودة ، وعن امور اعظم تتم في الخفاء ، تستلزم نفيا منها على الاقل ، اضافة الى موقف حازم من اقتراح الكنيست .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-05-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |