حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,19 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10067

عيد الاستقلال ومكرمات الهاشميين

عيد الاستقلال ومكرمات الهاشميين

عيد الاستقلال ومكرمات الهاشميين

23-05-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
ها هو يوم الاستقلال يطل علينا بطلعته البهية، واشراقته الندية. انه عيد كل الأردنيين شيبا وشبانا، صغارا وكبارا، نساءَ ورجالا. وإذا أمعنا النظر إلى الوراء، ورجعنا بالذاكرة إلى الخامس و العشرين من أيار عام 1946 لنستذكر التضحيات الجسام والجهد العظيم الذي قام به صاحب الاستقلال المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدا لله الأول بن الحسين، وقد قاد مسيرة البناء للأردن منذ توليه السلطة والحكم عام واحد وعشرين وتسعمائة وألف، فأقام سلطة القانون، وأسس بنيان الدولة الحديثة، وأرسى قواعد الأمن والاستقرار بين ربوع البلاد، وقد كان يسودها آنذاك شريعة الغاب؛ حيث النهب والسلب والقتل، فكانت قوات الهجانة تجوب الفيافي والصحاري تفرض الأمن، وتمنع التعديات، أو الإغارة على الآخرين دون وجه حق. وقد ساد حب الناس لهذا الفتى الهاشمي الثائر على الظلم والعدوان؛ فوفدوا إليه من كل حدب وصوب مؤيدين ومؤازرين، وقد شعر الأمير بثقل المسؤولية، مسؤولية بناء الدولة الحديثة من جهة ومسؤولية الاستقلال عن الدولة المستعمرة من جهة أخرى. وعلى الصعيد الداخلي فقد حرص جلالته ومنذ تشكيل حكومته الأولى على إرساء الأمن في كل ربوع البلاد، وتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن رغم شح الإمكانات، وقلة الحيلة في ذلك الوقت، ولكنها إرادة الرجال العظماء، وطموح الأمناء المخلصين من أبناء الأمة، والثقة بالمستقبل المشرق، فكان له ما أراد وتحققت نبوءته ببناء الدولة الحديثة، ولكن هذه الدولة ستبقى مكبلة بالقيود ما دامت تحت نير الاستعمار الذي ليس له من هم إلا نهب الثروات وتغطية العقول بالجهل والأمية؛ ولذلك كان سعي جلالته الدؤوب دون كلل أو ملل لتحقيق الاستقلال لينال الشعب الحرية، والأمل بالحياة، وبناء دولة عصرية تنسجم مع روح العصر بما فيه من تقدم وازدهار. وقد تحقق الجهد المبارك على يدي الملك المؤسس عام 1946 فكانت الفرحة الكبرى؛ حيث اختلطت دموع فرح الأردنيين ببكائهم، وبدأت نهضة الأردن الحقيقية ببناء مؤسسات الدولة، وإقامة المدارس ودور العلم والمستشفيات، وتأسيس الجيش العربي ليحمي الاستقلال، ويحمي حدود الوطن من كل عدو غاشم. فشعر المواطنون بالزهو والأنفة والكبرياء لهذا التحرر، ودعوا الله أن يحفظ الأمير ذخرا للأردن والعرب والمسلمين. واستمرت مسيرة الاستقلال حتى أعتلى عرش الأردن جلالة المغفور له الملك الحسين، وقد شعر بأن الاستقلال سيبقى ناقصا ما لم يخرج آخر جندي مستعمر من ثرى الأردن الطيب؛ فخطط لذلك بحكمة وروية فكان له ما أراد، وقد اتخذ قراره الشجاع بعد الاتكال على الله بترحيل كلوب باشا على عجل، ولم تمض سوى ساعات قليلة، وإلا بهذا القائد البريطاني يسرع الخطى إلى المطار، ويصعد طائرة الترحيل، وما هي إلا هنيهات قليلة وإلا بالطائرة تغادر الأجواء الأردنية؛ حيث لا رجعة البتة. وهكذا تحقق الاستقلال التام، وتخلص الأردن من كل براثن الاستعمار بشتى صوره و أشكاله، ولعلنا هنا نتذكر شجاعة جلالة الملك الحسين باتخاذ هذا القرار الصعب، ولكنها إرادة الرجال العظماء، وحكمة آل هاشم الأطهار، وعون الله سبحانه للرجال الصادقين المخلصين. وقد أدرك جلا لته توابع الاستقلال؛ فالاستقلال لا يعني الخلاص من المستعمر فقط، وإنما هو بناء الدولة الحديثة، ولذلك فان جهود جلالته انصبت لبناء الجيش العربي حامي الوطن والأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن الداخلي من عبث العابثين. ولقد شهد الأردن نهضة مباركه في عهد جلالته حتى عدَ بحق باني نهضة الأردن الحديث؛ فانتشرت المدارس والجامعات والمستشفيات كل ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ولما كانت مسيرة الهاشميين مستمرة لا تنقطع أبدا؛ فلقد رأينا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ومنذ أن استلم سلطاته الدستورية يوصل الليل بالنهار خدمة للوطن والمواطنين، فأكمل مسيرة والده المظفرة. وحقا لقد أبهر بحكمته البالغة، ونظرته الثاقبة، واستشرافه للمستقبل، لا أقول الأردنيين والعرب وحسب بل العالم أجمع، حتى غدا جلالته حديث العالم أجمع بمساهماته الجليلة على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي والعسكري والاقتصادي. ولقد شهد الأردن في عهد جلا لته –ومازال- انفراجا اقتصاديا غير مسبوق، وانعكس ذلك ايجابيا على معيشة كل الأردنيين. ولا نبوح سرا إذا قلنا أن عمالقة السياسة العالمية يطلبون مشورته الحكيمة في القضايا التي تهم العالم سواء أكان ذلك على المستوى العربي أو العالمي، ولا أدل على ذلك من تفويض العرب له بطرح القضية الفلسطينية، والقضايا العربية على الإدارة الأمريكية الجديدة؛ حيث رحب به الرئيس ترحيبا لم ينله غيره من الرؤساء. ونحن في الأردن وفي عيد الاستقلال الأغر نرفع الأيادي والأكف نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين والأسرة الهاشمية المباركة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10067
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-05-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. من يعرقل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم