حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18891

حابس .. حبَّسهم بالوادي

حابس .. حبَّسهم بالوادي

حابس  .. حبَّسهم بالوادي

07-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

((قال رئيس الوزراء الكيان الصهيوني ومؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست:"لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة" )).

((في عام 1985 قال النائب الأسرائيلي عوزي لاندو في الكنيست ان عدد القتلى الأسرائيلين في اللطرون تجاوز ال 2000 قتيل,وبعد انتقادات شديدة قام بتقليل تقديراته إلى ال 1000.)) ..ويكيبيديا.

 

 

 

أمة مضبوعة؛ وتم توليف مسرحية مطولة لإلهائها أو تضليلها،وما زالت فصولها تتوالى بلا انقطاع على ذهن العربي الذي انكمش في زاوية مظلمة ، يشاهد فصول مأساته ويزداد انكماشا،وتتهاوى على مركز احساسة مصطلحات يجترها ويلوكها ليعيدها الى (بطن التاريخ) تجرعا وابتلاعا لهزائم مدروسة...

 

نسكة ونكبة وخمسة وحزيران وأيام بل وسويعات من الخنوع تحت مرزبة التاريخ المزور، كلها مصطلحات ثقافية ذات دلالة (استراتيجية) لحدود وجهود التفكير العربي في مواجهة الصهاينة، ولست أود أن أقدم بحثا تاريخيا عن الصراع العربي الاسرائيلي،ولم أتوفق يوما في اجترار شيئا من هذا التاريخ على طريقة الذين (انهزموا)، وحتى هذه اللحظة تنتابني ضحكات هستيرية عندما يقولون نكسة أو نكبة أو أي من هذه المصطلحات البائسة..

**أضحك على بنادق الجيش المصري آنذاك حيث يقولون أنها ((بتطخ لورى))..تخيلوا أفلام (وودي وود بيكر).

 

في (الحروب ..المسرحية) ضد عصابات الصهاينة تواجهت جيوش (قال جيوش قال) مع مجموعة من القتلة المأجورين،بتوظيب دولي لمسرح الأحداث وتكتيكاته وتجهيزاته وخطط (الهوشات)،وتم تفخيخ الأرض والعقل العربي بقنابل موقوته لتفجير الهزيمة بل الهزائم عند كل مناسبة،لكن كان (وما زال) هناك أشخاص لا تنطبق عليهم هراءات عصرهم،منهم أبطال مواجهات اللطرون وباب الواد ومنهم أيضا أبطال الكرامة وليس آخرهم أبطال تموز،ولا ننسى أبطال فلسطين الذين يسطرون أعظم أساطير الصمود الانساني في وجه الشر والحقد والعنصرية والاغتصاب..

 

المرحوم (حابس المجالي)واحد من الأردنيين الذين لم تنطل عليهم يوما هراءات المهزومين، ولست أجتر أي من الروايات المكتوبة حول ما قام به في تلك المواجهة (المسرحية)،ولعله الوحيد الذي خرج عن حدود (نص المهزلة) المكتوب بعناية لصالح (شلة القتلة والمأجورين الصهاينة)..

أشترك وكثيرون من (الكركية) في تذوق راقي لتاريخ بطولات الأردنيين،ونعتمد في معلومتنا على (القصص المحكية مباشرة من شخوص الحدث ورواته) ولا نعتمد مطلقا على ما يتم نشره بعد التنقيح والمراجعة ثم الموافقة، في مجالسنا هناك لا سقوف في حواراتنا إلا سقوف القيم والثوابت الأردنية،وفي يوم الخميس الماضي 5 حزيران التقيت بأحد الأصدقاء من الكرك،وعلى غير موعد تخلصنا من كل مستلزمات الحوار المتداولة وتحدثنا بطريقة أردنية (كركية) وإذا بالحديث يقودنا لتذكر روايات أهلنا عن اللطرون وباب الواد،ولعل أهم ما يجب قوله في هذه العجالة هو فهمنا لأداء المقاتل الأردني على أرض فلسطين ومستوى شجاعة ورجولة الضابط الأردني الذي لا يحتكم (لهراءات التخطيط المشترك وغيره)،تذكرنا موقف ذلك النقيب الأردني الذي لم تطاوعه نفسه بالعودة للأردن وقد ضاعت (قدس الأقداس)،وتقول الرواية الكركية ( الأصلية) مارواه النقيب حابس المجالي والـ1200 بطل الذين كانوا برفقته...

من الرواية الكركية حول الحدث (... أمر الانسحاب   والعودة الى الشرق لم يعجب حابس وتمنى أن لا يعود مطلقا إلا أن تعود القدس، وقال للجنود ليعد من يريد أما أنا فلن أعد بهذه النتيجة،ولم يتراجع جنديا أردنيا واحدا بل وافقوا جميعا على كلام النقيب ،ثم سألهم عما تبقى معهم من العتاد وقال لهم لا أريد قتلى من الصهاينة بأكثر من عدد الطلقات المتبقية لديكم،وأفرغ الآليات من الوقود ووضعه على تلة ثم وزع الجنود حول ممر ضيق وأعد كمينا لرتل من دبابات القتلة الصهاينة،وأعطى الأمر بضرب آخر دبابة في الرتل ثم قصف الوقود فسال الوادي بحمم توهجت بنيرانه دبابات العدو وتقافزت فئرانهم الى محرقة رصاص الأردنيين البواسل، وتمت (إبادة)أكثر من (ثلث تلك القوة الصهيونية التي قدرت بـ6500 جندي صهيوني،ومن بين الذين تم أسرهم (السفاح شارون) والذي تمت مبادلته فيما بعد بأسرى (عرب)،وبهذه المعركة تحرر أكثر من نصف القدس ،ولم يتم تسليمها ..والانسحاب.

 

وبغض النظر عن دقة الرواية والوصف،فالذي جرى هناك كان فصلا أردنيا كاملا لم يلتزم بفصول المسرحية (المهزلة) التي تواطأت فيها رموز ودول وقوى سياسية آنذاك.. يعني بالمختصر المفيد (التضليل الذي تمارسه كل الدول العظمى ومعظم الدول العربية والذي يرسخ مفهوم أن (اسرائيل لا تقهر) ..أقول هذا التضليل أصبح قديما وانكشف كما انكشف مروجوه.. ولا تقرأؤا شيئا عن نكبة ونكسة ونكته ومرادفاتها إقرؤوا (باب الواد واللطرون والكرامة وتموز) وبقية الفصول تأتي من خارج فلسطين كما داخلها..

 

وكرروا (حابس حبَّسهم بالوادي......... حابس وجنوده وكادي).


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18891
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-06-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم