حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10526

الشارع الأردني يتمزق عنفا والذهبي مشغول بإصلاح العراق وسوريا

الشارع الأردني يتمزق عنفا والذهبي مشغول بإصلاح العراق وسوريا

الشارع الأردني يتمزق عنفا  والذهبي مشغول بإصلاح العراق وسوريا

26-09-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

    كل ما يحدث حاليا   في شوارع الأردن ليس غريبا أو غير متوقع ، فقد كان معظم المراقبين يتنبئون بمرحلة الانفجار هذه بعد الغلاء الفاحش وقلة الدخل والخصخصة العمياء في الأردن واستحالة توافق الدخل مع المصروف بعد تعويم الأسعار ورفع دعم الحكومة للمحروقات، والاضطهاد السياسي الذي يواجهه المواطن الذي صار محاصرا بكوتات وتقسيمات يصنعها بضع أشخاص يتقاسمون فيها الوزارات والأعيان ومقاعد النواب، ويسلب رأي المواطن" عينك عينك " في أي انتخابات بحجة السيطرة على الوضع الأمني .

     حالة التمزق وانتشار الجريمة القتل وردود الفعل المبالغ فيها هي نتيجة طبيعة لاستهتار الحكومات الأردنية والتي تعرف منذ تسلمها أن لديها فترة مؤقتة عابرة وغير طويلة ، لذا يسعى كل وزير إلى استغلال هذه الفترة لمصالح شخصية قافزا عن مئات الملفات والحوادث التي يواجهها . سأضرب مثلا بسيطا قبل الحديث عن المشاجرات والتفكك طريق الأزرق حدود العمري تحولت إلى مقصلة للسيارات المسافرة وسهل المجالي لم يخطر على باله أن يزور ذلك الطريق هو ووزيرة السياحة ويصطحب والده رئيس مجلس النواب ليريهما كيف يتحول شارع دولي إلى كابوس وخط موت .المواطن الأردني أيضا كاد أن يتكفل بخسائر دبي كبيتال لان خلدون قطيش والذي يستعد لما بعد وزارته لراتب أعلى من راتبه كوزير بكثير لم يأبه بأن يفكر بفاتورة كهرباء بفقراء الزرقاء حيث ولد وعاش طفلا بل كان همه تقديم الولاء والطاعة لسادة الخصخصة والليبرالية .ويسكت على رفع سعر الكهرباء لأجل تعويض محطة توليد الريشة وكل باقي الوزراء لهم نفس الحال منتظرين فقط ساعة التغيير .

 من المضحك أن السيد نادر الذهبي والد المستثمر أمجد الذهبي  لم يحرك شانا لهذا الاشتعالات التي دبت بين الشعب الأردني في الشهر الأخير ومعظمها في الأماكن الأكثر تضررا من البورصة ، ومعظم أبناءها من العاملين في الأجهزة الأمنية والعسكرية ، لم يفكر الذهبي في دراسة سريعة لأسباب القتل والعنف وفشل الحكومة في حماية بيوت تحرق وتذهب هباء لأجل ما يسمى بفورة دم ، ولا يأتي رجال الدرك الإبطال سوى بعد فوات الأوان وبكل رجولة يحمون الضعيف من نار القوي ونحمد الله لوجود هؤلاء الشباب الشجعان الذين بدونهم لحرقت صوامع وبيوت ومن الممكن ذبح البشر في الشوارع.

   الذهبي يعجز وحكومته عن وضع حد "لردات" فعل مبالغ فيها وصفها عدة كتاب في الصحف وعلى رأسهم موسى شتيوي بان ما يحدث استهانة بالدولة، فليس غريبا أن تحدث جرائم قتل وسفك دماء ضمن الإحباط النفسي والاعتزاز الكبير في الذات وانتشار الواسطة التي تمكن بعض الذين أنعم الله عليهم بأقارب يسهل عليهم إخراج الخارج عن القانون .

 الأردن اليوم قويا برجال الدرك والجيش والأجهزة الأمنية ولكنه يضعف بالواسطة والمستهينين بالقانون ، والانهيار المادي والاجتماعي ، ففي أي دولة هناك قانون وضع لمحاسبة القاتل ولدينا جهاز بحث جنائي متميز ، لا تفلت منه بفضل الله جريمة ولا مجرم ، وقضاؤنا فيه قضاء مميزين ، فلماذا لا نترك للقانون يأخذ مجراه .

كنت انظر ببعد وخوف واستغراب على أولئك الذين حرقت بيوتهم ظلما بعد شقاء عشرات السنوات.  والحكومة الضعيفة كانت أكثر ظلما عندما سمحت لأي صلحة بان تفلت كل من يحرق بيتا آمنا . لا تعالج الجريمة بالجريمة وعلى أي حكومة أن تحمي المواطن ولا تسيرها فنجان قهوة ويضع القانون بالدرج.

 عن ما يحدث خطير جدا وما القتل لن يكون عابرا ، والاستقواء ليس صدفة أو ردة فعل بل سيصبح ظاهرة لان السكوت عليه سيسهل  لما بعده بأن يتجرا أقوى ويحرق أكثر، ولن يكون منا أي فرد يتحدث بأكثر ما تحدث به الشيخ حماد المعايطة في قناة جو سات الفضائية. عندما وصف ما يجري بانه تجاوز وليس قانونا عشائريا .

لا ألوم عجلون ولا الكرك ولكن ثمة ظروف حياتية صعبة صنعت استفزازا عميقا وعجزا وإحباطا سيشكل انهيارا واضحا في الشارع الأردني تقريبا ، فقد حذرنا مرار بان المواطن الأردني يدرك ويعي ما يحدث من تآمر وتحالف رجال المال والسياسة وحتى من لعب على تفريق الشعب الأردني فلن يفلح معه فالأردني   سيتحد ضد هؤلاء المقامرين والذين لا يشبعون من نهبنا ،

المواطن  على وشك الجوع ويعاني من شح الماء وقلة الوظائف وانعدام الدخل وثمة ثورات اجتماعية خرجت من أهم وأقدم مناطق المملكة كتلك التي حصلت على طريق المطار من عشائر جنوب عمان أو ثورة العطش من رجال الطيبة وغيرها.

المصيبة أي شعبنا  وسط حالة الذهول يتركنا الذهبي وينشغل بإصلاح ذات البين بين العراق وسوريا تخيلوا استهتار مسؤولينا وبالهم "الفاضي" ويبدوا أن دولة نادر الذهبي يشاهد قنوات الجزيرة والفرات والفضائية السورية  والمنار ولا يشاهد مواقعنا الالكترونية وصحفنا وحتى التلفزيون الأردني ولا يعرف أو لا يهمه ما يحدث في الأردن.

Omar_shaheen78@yahoo,com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10526
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-09-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم