بقلم : روشان الكايد
هي أمي… أمتي ومأمني وأماني، ووجه الحنان الأول، وأغلى ما أملك.
اللهم إني استودعتك أمي، فاحفظ روحها في عليائك بحفظك الذي لا يضيع.

خمسة أعوام على فراق أمي…
نعم، خمسة أعوام مضت، لكن ثقلها كان دهورا، وكل يوم فيه يحسب عمرا كاملا من الشوق والحنين.
كيف للقلب المكلوم أن يتوقف عن النبض نحو الغائبة الحاضرة ؟ وكيف للعقل أن يستوعب فاجعة غيابها، وصمت صوتها الحنون الذي كان يرمّم أرواحنا ؟
أنتِ… كنتِ الحياة، ومعكِ كانت السعادة، فكيف نسعد وقد غاب وجهكِ عن صباحاتنا ؟

أمي… وهل في الوجود أمٌ تشبهك ؟ وهل يقدر حرف على رثائك ؟
من يجرؤ على الشك في نقاء قلبك، وعلو إحساسك، وسخائك الذي لا ينضب، وصبرك الذي كان جبلاً نتكئ عليه ؟
يوم رحيلك لم يكن يوما عابرا في ذاكرة الزمن، بل كان اللحظة التي انكسرت فيها الأشياء، وانكشفت كل الذكريات دفعة واحدة… لحظات الحب على يديك، دفء القرب منك، ووجع الأيام التي تحملتها عنا بصمتٍ جميل.

أمي… يا سيّدة الكبرياء، ويا أنقى ما مرّ في العمر
يا ملكة تربّعت على عرش قلوب أبنائها وبناتها .
نبكيك بالشوق، ونرثيك بالحنين، ونتساءل كل ليلة: كيف يطيب لنا العيش وقد غبتِ؟ وكيف تستقيم الحياة بلا حضنك، بلا دعائك، بلا نظرتك التي كانت تهوّن كل تعب ؟

إلى جنات النعيم يا كل الأمومة والحنان .
إلى جنات النعيم في كنف الرحمن الرحيم .

رحمكِ الله يا أمي برحمته الواسعة،
وجعل قبركِ روضة من رياض الجنة، وكتب لكِ أمانا لا ينقطع إلى يوم الدين.

سلامٌ على روحكِ يا أمي… ما دام في القلب نبضٌ يدعو لكِ بالرحمة والنعيم ...
سلام الله عليكِ يا أمي... سلام السلام على روحكِ وقبركِ ومنتهاكِ ...