بقلم : نضال أنور المجالي
​تُشعل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى محافظة الطفيلة الهاشمية اليوم، شرارة أمل متجددة، وتؤكد على فلسفة التواصل الملكي المباشر التي لا تقف عند حدود العاصمة، بل تتجذر في عمق الجنوب الأردني، حاملةً معها رؤية واضحة لتعزيز منظومة التنمية الشاملة. هذه الزيارة ليست مجرد محطة في جدول أعمال رسمي، بل هي رسالة ملكية مفادها أن الطفيلة وأهلها هم في صلب الاهتمام الوطني.
​لقد اختار سمو ولي العهد، وهو الأقرب إلى نبض الشباب وتطلعاتهم، أن يكون بين أهل الطفيلة ووجوهها وممثليها في منطقة "ضانا" الأبية، وهو اختيار يحمل دلالات عميقة، فـ "ضانا" بما تمثله من جمال طبيعي وثروة بيئية، هي نموذج للإمكانات الهائلة التي تزخر بها المحافظة.
​ محور اللقاء: التنمية والشباب والتعليم
​تناول لقاء سموه جملة من القضايا التنموية الملحة، مؤكداً على ضرورة تعزيز منظومة التنمية في المحافظة عبر التنسيق الفعّال بين المؤسسات الرسمية، بهدف أساسي يتمثل في إيجاد فرص عمل مستدامة لأبناء وبنات الطفيلة الذين يمتلكون العزيمة والكفاءة.
​التعليم والتدريب المهني: ركّز سموه على أهمية دعم وتطوير المدارس والمراكز المهنية والتقنية، مؤكداً أن الاستثمار في المهارات التطبيقية هو مفتاح لمواكبة سوق العمل المتغير.
​دعم الريادة الشبابية: أكد ولي العهد على أهمية دعم المشاريع الريادية وتشجيع الشباب على إطلاقها وتوسعتها، خاصة عبر مبادرات مثل إعادة تفعيل مشروع الزراعة المائية في سد التنور.
​السردية الوطنية: حمل اللقاء بُعداً وطنياً، بتأكيد سموه على ضرورة توثيق السردية الأردنية بمشاركة جميع أبناء الوطن، وهو ما يعزز الهوية الجامعة ويُبقي تضحيات الطفيلة التاريخية حاضرة.
​ الطفيلة: حصن العروبة ومستقبلها
​إن زيارة ولي العهد إلى الطفيلة، هذه المحافظة التي لقّبها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال بـ "قنديل العروبة"، هي تجسيد للعهد الهاشمي المستمر في تحقيق العدالة التنموية. إنها تؤكد على أن المستقبل يبنى من الجنوب، وأن إمكانيات الطفيلة السياحية، الزراعية، والمعدنية، تنتظر مبادرات جادة لتحويلها إلى قصص نجاح اقتصادية.
​إن أبناء الطفيلة يستشعرون هذا القرب الملكي، وينظرون إلى توجيهات سمو ولي العهد كخارطة طريق تنفيذية. فالتحديات كبيرة، لكن الإرادة والعمل المباشر هما الكفيلان بتحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية تليق بعزيمة أهل الطفيلة ووطنيتهم المعهودة.
​خلاصة القول: زيارة اليوم هي عهد متجدد بالعمل، وخطوة قوية نحو تحقيق تنمية مستدامة وعادلة، عنوانها الشباب، التعليم، والريادة، من قلب الطفيلة الهاشمية إلى كل بقعة في الوطن.
​حفظ الله الأردن والهاشميين
الكاتب نضال انور المجالي