بقلم : رولا المغربي
ان اجراء استطلاع للرأي العام يعد مؤشراً يعكس رأي الشعب الحقيفي على أمرٍ ما ،هو أداه لصناعة قرار إمّا بالمضيّ والاستمرار ،أو التوقف عنه .
لكن لتحقيق نزاهه في استطلاع الرأي العام ولتأكيد الثقه العاليه بهذه الدراسات لابد من ان تكون عيّنة الدراسه تمثل المجتمع تمثيلاً حقيفياً بمعنى اختيار العينه اختياراً علمياً يشمل(رجالاً،نساءً،شباباً،فقراء،اغنياء،متعلمين،غير متعلمين، بعيدون عن اصحاب القرار،…) اضافه لنزاهة الجهه التي تقوم بعمل الاستطلاع العام بحيث تكون هذه الجهه معلَنه وواضحه ،تقوم بنشر تفاصيل كل خطوه اثناء اجراء الدراسه وذلك لإطلاع الشعب على اخر المستجدات اولاً باول. وما يزيد من مصداقية الاستطلاع هو إدراج هامش للخطأ .
هناك استطلاعات إن أُجريت بنزاهه وموضوعيه كانت أداه لتوجيه السياسه العامه للدوله وأداه لتوجيه الاعلام.
في الدول الديمقراطيه الكبرى تؤخذ هذه الدراسات على محملِ الجد مثل(امريكا ،بريطانيا،فرنسا،المانيا،…..)فتكون هذه الاستطلاعات مؤشراً مهماً لتوجيه السياسيين فيما يهُم الشعب من (انتخابات ومن احداث سياسيه واقتصاديه).
لكن بالدول التي يعاني فيها المواطن من قمع فكري او سياسي او ضغط اقتصادي او ضغوط اعلاميه فإنّ نتائج استطلاعات الرأي العام غالباً تكون محدودة المصداقيه لاتتمتع بثقه وتكون عادة موجَّهَه لخِدمة جهه ذات سلطه عاليه لإضفاء مزيداً من التلميع في الصوره والأداء .
باختصار شديد فإن نتائج استطلاع الرأي العام لأي دوله يعتمد على حرية المجتمع ومدى تحرّره السياسي والاقتصادي والفكري ، وعلى مدى نزاهة الجهه التي اقامت الدراسه.
اهم مؤشرات النزاهه والمصداقيه في استطلاعات الرأي العام تعتمد على مستوى الثقه العام لدى المواطن والاداء الحكومي، كما يعتمد على حرية التعبير وابداء الرأي وسلامة الصحافه والقوانين التي تسمح بالإفصاح والنّقد . لكن اعظم تلك المؤشرات هو الحياد السياسي الذي تفتقده معظم دولنا العربيه وتخشى من اجراء استطلاع راي عام بكل نزاهه وشفافيه، الأمر الذي يعكس مدى انعدام الثقه بين المواطن والحكومات الضاغطه.
سيبقى استطلاع الرأي العام في الدول المتقدمه استطلاعاً لطموحات الشعب ، وستبقى استطلاعات الرأي العام في الدول العربيه الناميه مجرد مرسوم أميري.
فضضات الصباح
رولاالمغربي