25-06-2025 01:06 AM
سرايا - في تقدم علمي قد يعيد تشكيل أساليب التعامل مع شيخوخة القلب، طوّر علماء مادة حيوية هجينة قادرة على إبطاء، وربما عكس، التغيرات المرتبطة بالعمر في أنسجة القلب.
وتركز الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Nature Materials، على المصفوفة خارج الخلوية (ECM)، وهي مكوّن غالبًا ما يُغفل عنه في أبحاث شيخوخة القلب.
تشكل المصفوفة خارج الخلوية شبكة من البروتينات والمعادن التي تحيط بالخلايا، وتوفر لها الدعم الهيكلي، كما تنظم عددًا من الوظائف الخلوية الحيوية.
وبينما تركز معظم أبحاث الشيخوخة على التغيرات داخل الخلية، تحوّل هذه الدراسة التركيز إلى دور المصفوفة خارج الخلوية في تراجع وظائف القلب بمرور الوقت.
"الغراء الذهبي".. اكتشاف بروتين يبطئ الشيخوخة
وقد ابتكر باحثون من معهد البيولوجيا الميكانيكية في جامعة سنغافورة الوطنية نموذجًا متقدمًا يُعرف باسم DECIPHER (اختصارًا لـ DECellularized In Situ Polyacrylamide Hydrogel-ECM hybrid)، وهو منصة تجمع بين أنسجة قلبية طبيعية مأخوذة من فئران وهلام صناعي يحاكي خصائص المصفوفة خارج الخلوية.
ويتيح هذا النموذج للعلماء عزل وتحليل الخصائص الفيزيائية والكيميائية الحيوية في بيئة القلب.
وقالت الدكتورة جينيفر يونغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الفريق سعى إلى فهم كيفية تأثير صلابة المصفوفة خارج الخلوية والإشارات الخلوية على عملية شيخوخة القلب. وأضافت: "دراستنا تنظر في كيفية تأثير التغيرات في البيئة المحيطة بالخلايا، وليس في الخلايا نفسها، على شيخوخة القلب".
"بين عشية وضحاها".. بأي عمر تتسارع الشيخوخة فجأة؟
ومن خلال تعديل نموذج DECIPHER، تمكّن الباحثون من محاكاة تركيبات مختلفة من خصائص الأنسجة الشابة والمسنّة. ووجدوا أن الإشارات الكيميائية الحيوية الشابة استطاعت التغلب على التأثيرات السلبية لمصفوفة قاسية ومسنّة، بينما أظهرت الخلايا الشابة الموضوعة على مصفوفة خارج خلوية مسنّة علامات خلل وظيفي.
وأوضح المؤلف الرئيسي، آيفري روي سون، أن هذا يشير إلى أن "الإشارات الكيميائية الحيوية في البيئة المحيطة بالخلايا لها تأثير أكبر على شيخوخة القلب من الصلابة وحدها".
وأكد أن هذا النموذج يوفر الآن أداة فعالة لتحديد أهداف علاجية جديدة لمكافحة التليّف المرتبط بالعمر، وهو تراكم الأنسجة الليفية الذي يحدّ من مرونة القلب وقدرته على ضخ الدم بكفاءة.
وفي تعليق مستقل على الدراسة، قال الدكتور نيشانت كالرا، اختصاصي القلب التدخلي، إن النتائج تفتح آفاقًا جديدة للعلاج. وأضاف: "يوفر هذا العمل منصة لاكتشاف آليات جزيئية وأهداف علاجية محتملة لمنع أو عكس الخلل الوظيفي القلبي المرتبط بالعمر". لكنه حذر من أن تطبيق هذه النتائج على البشر سيتطلب مزيدًا من الدراسات، نظرًا لأن البحث استُخدم فيه أنسجة فئران.
"سرّ الذاكرة".. فاكهة الصيف التي تغذّي العقل وتؤخّر الشيخوخة
ورغم أن التطبيقات العلاجية السريرية ما تزال بعيدة المنال، تؤكد الدراسة على أهمية تبني أسلوب حياة صحي لدعم القلب مع التقدم في العمر.
وقدم الدكتور كالرا مجموعة من التوصيات المستندة إلى الأدلة لإبطاء شيخوخة القلب، شملت ممارسة التمارين الهوائية بانتظام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط متوسط الشدة أو 75 دقيقة من النشاط المكثف أسبوعيًا، واتباع نظام غذائي صحي للقلب يركّز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، مع الحد من الدهون المشبعة والمتحولة والكوليسترول والصوديوم، كما في نظام DASH أو حمية البحر الأبيض المتوسط.
كما أوصى بالإقلاع التام عن التدخين للحفاظ على صحة الأوعية الدموية، والحصول على قسط كافٍ من النوم يتراوح بين 7 و9 ساعات يوميًا، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي لتقليل العبء الواقع على القلب، وإدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو قضاء الوقت في الطبيعة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-06-2025 01:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |