حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4033

جهاد المنسي يكتب: إقليم يلتهب .. ابحث عن إسرائيل

جهاد المنسي يكتب: إقليم يلتهب .. ابحث عن إسرائيل

جهاد المنسي يكتب: إقليم يلتهب ..  ابحث عن إسرائيل

23-06-2025 08:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جهاد المنسي
بات واضحًا أن النظام الدولي الذي نشاهده اليوم لا يخدم قيم العدالة أو حقوق الشعوب والإنسانية، بل ظهر واضحا ان تلك القيم التي طالما تغنى بها الغرب كانت لحماية هيمنته، وليس أدل على ذلك مما نشهده من تواطؤ مع الاحتلال الاسرائيلي وتبرير تصرفاته ونازيته، والتستر على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها يوميا في قطاع غزة المكلوم.


ما يحدث في غزة يفوق حدود الانتهاك العسكري ليصل حد جريمة إبادة جماعية منظمة؛ فمنذ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا دموية لا تُميز بين طفل ومقاتل، بين مستشفى وموقع عسكري، عشرات الآلاف استشهدوا، مئات الآلاف جُرحوا، وملايين جُوِّعوا عمدًا، استخدمت إسرائيل سياسة الحصار والتجويع كسلاح حرب، وهو فعل محرم ويجرم وفق القانون الدولي، لكنه لا يواجه سوى ببيانات (قلق عميق) من عواصم الغرب.

الصمت الدولي الغربي لم يكن فقط في التغاضي عما يجري في قطاع غزة منذ اكثر من 620 يوما وانما تواصل لحد الصمت عن اسرائيل في عدوانها المستمر على ايران وسورية واليمن ولبنان والعراق، وتجاهل الترسانة النووية الإسرائيلية في ديمونا، وركز كل طاقاته على ايران وكأنها هي الخطر في المنطقة وليس إسرائيل، وهذا اظهر الغرب بشكل الحقيقي كشريك مباشر في تواصل المعاناة الفلسطينية وتأجيج التوتر الإقليمي في الشرق الأوسط.
إسرائيل ومنذ سنوات تشن اعتداءات متكررة على أهداف إيرانية سواء في سورية او العراق، وفي العمق الإيراني، تحت ذريعة باتت ممجوجة وهي (منع إيران من امتلاك سلاح نووي)، وتلك الذريعة ذاتها استخدمها الغرب لتبرير غزه للعراق، ليظهر فيما بعد ان العراق لم يكن يمتلك لا اسلحة نووية او كيميائية، فكان ذاك الشعار الوهمي غطاء بات مكشوفا لاستراتيجية إسرائيلية قائمة على ترهيب أي قوة إقليمية قد تشكل تهديدًا لتفوقها العسكري المطلق، وهذا بدأ في العراق ثم سورية والآن ايران وبعد ذلك يأتي الدور على دول اخرى في الاقليم.
ليس سرا أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية غير معلنة وتصر على عدم الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي؛ فمفاعل ديمونا رمز فاضح لازدواجية المعايير الدولية، فإسرائيل، بحسب تقارير استخباراتية دولية، تمتلك ما بين 80 و400 رأس نووي، ولم تُفتّش منشآتها النووية يومًا، ولم تسأل عن رفضها الانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية؛ في المقابل، تُفرض على إيران عقوبات ويسمح بضربها تحت ذريعة البرنامج النووي، فأي ازدواجية تلك؟.
ليس قصة المفاعل النووي في ديمونا الشاهد الوحيد على ازدواجية الغرب بل انه يسمح لإسرائيل بضرب عرض الحائط بالقانون الدولي، فتغتال علماء، وتفجر منشآت، وتقصف أراضيَ ذات سيادة ولا تواجه بأي إدانة حقيقية، وهنا نسأل، ترى لو قامت اي دولة باغتيال اسرائيليين كما فعل الكيان في لبنان وايران والعراق واليمن هل سيصمت العالم؟ قطعا لا، وانما سيسارع لإيقاع عقوبات وغيرها.
تلك الازدواجية ليست خطأً في الحسابات السياسية، بل هي سياسة متعمدة يُسمح لإسرائيل فيها بامتلاك كل أدوات الردع، والبطش بصفتها الذراع الأمامية للغرب في المنطقة، ويُحرّم على بقية الدول حتى التفكير في امتلاك أدوات دفاعية متكافئة.
كيف يمكن لعالم يدّعي أنه «حضاري» أن يتجاهل مشهد آلاف الأطفال الممددين جثثًا في أزقة غزة، أو أطفال رضع يموتون في الحضانات لانقطاع الكهرباء، بينما يتغنى بقيم «الحرية والديمقراطية»؟، ولهذا فإن الحقيقة الثابتة ان المنطقة لن تعرف الاستقرار طالما تُمنح إسرائيل حصانة دولية وتطلق يدها في المنطقة، وطالما يُعامل الفلسطيني ككائن لا حق له في الحياة، فيما يُجرَّم كل من يجرؤ على مقاومة المشروع الاستعماري وتقصف أراضيه، ويستباح ويهدد.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 4033
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-06-2025 08:28 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم