حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,18 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4167

أ.د. زياد ارميلي يكتب: العرب بين فكي كماشة .. هل تقترب لحظة الحساب

أ.د. زياد ارميلي يكتب: العرب بين فكي كماشة .. هل تقترب لحظة الحساب

أ.د. زياد ارميلي يكتب: العرب بين فكي كماشة ..  هل تقترب لحظة الحساب

18-06-2025 08:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. زياد ارميلي
في ظل التصعيد الحاد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، تبدو المنطقة وكأنها تتجه بخطى متسارعة نحو مواجهة غير مسبوقة، ليست فقط عسكرية، بل وجودية بامتياز. القطع البحرية الأمريكية تغير مواقعها، والأساطيل تتحرك من المحيطات نحو الخليج، والتصريحات السياسية تتصاعد كقنابل موقوتة. الكل يتهيأ للانفجار الكبير ، ولكن، من سيدفع الثمن الحقيقي؟

قد تهزم إيران، أو تهزم إسرائيل، أو يتعادلان عسكريًا، لكن الثابت الوحيد هو: نحن العرب خارج المعادلة، ومجرد أوراق محروقة في لعبة الكبار. لنكن واضحين: نحن لا نصطف خلف إيران حباً بمشروعها أو سياساتها الطائفية. فقد كانت ولسنوات جزءًا من مأساة العرب، لا أقل ضررًا من الاحتلال نفسه. شاركت في قتل العراقيين، وغذّت الصراع الطائفي في العراق، وساهمت في تدمير سوريا، ووقفت حليفًا معلنًا للاحتلال الأمريكي في غزو بغداد. أما نهجها السياسي، فقد كان ولا يزال يحمل كراهية تاريخية متجذّرة لكل ما هو عربي. ومع ذلك، نجد أنفسنا مضطرين للانحياز الظرفي ـ لا الاستراتيجي ـ حين تواجه إيران ذات الكيان الذي يحتل القدس، ويرتكب أشنع الجرائم في غزة، ويذل العرب يومًا بعد يوم بدعم غربي مطلق.

لقد بلغ الظلم ذروته... جرائم يومية في غزة، إبادة جماعية تبث مباشرة على الهواء، صمت عالمي، وتواطؤ رسمي. ولكن ما يغيب عن حسابات المحللين هو التدبير الإلهي، ذاك الذي يتدخل حينما يبلغ السيل الزُبى، وحين يعجز الضعفاء عن دفع الظلم بوسائل القوة المادية. إن سنة الله في التاريخ لا تتخلف، وما يحدث قد يكون مقدمة لمرحلة عدل إلهي طال انتظاره.

قال تعالى:
"ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.

التهديدات الأمريكية الأخيرة، بالوصول حتى إلى رأس الهرم الإيراني، ليست جديدة في سجل طغيانهم. فقد فعلوها من قبل حين شنقوا رئيس دولة عربية الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله على مرأى ومسمع من العالم صبيحة عيد الأضحى، دون أن يحرك أحد ساكناً. اليوم، قد يعيدون الكرة بطريقة أخرى. الفارق أن الغطرسة الأمريكية تجاوزت كل الأعراف، وكل الحدود، ولم تعد تعبأ بقانون أو بشر، وخصوصًا إن كانوا عربًا.

إذا انتصرت إسرائيل: ستكون غطرستها مضاعفة، وستكمل مخططها لفرض شرق أوسط صهيوني بالكامل.
وإذا انتصرت إيران: فسوف يعاد إنتاج طموحاتها على حساب العرب، كما حدث سابقًا.
وإذا خسر الطرفان: سيلقى بنا في الفوضى، ويدفع المواطن العربي وحده الثمن في فقر وذل وركود وانعدام الأمل.

لقد تم سحق كل أدوات المقاومة السلمية والسياسية في عالمنا العربي، وتم تشويه كل تيار يريد النهوض. والنتيجة: شباب تائه، وأمم بلا وزن، ومؤسسات وظيفية فقط . لقد فقدنا "الوزن النوعي"، كما عبر عنه المفكر الكاتب عدنان الروسان ، الذي إقتبست من مقال له بعض الأفكار التي أعجبتني ومؤمن بها مع تركيزي على جزئية العدالة الإلهية التي يغض الطرف عنها معظم الكتًاب والمحللين كما ذكرت أعلاه .

رغم كل هذا، لن نغفل أن الحق لا يقاس بموازين القوة، وأن الله يُمهل ولا يُهمل. ولعلّ هذا الصراع الدامي بين الظالمين، يكون شرارة انكشافهم، وبداية لانهيار أساطيرهم التي طالما أرعبونا بها. ربما تكون نهاية الطغيان الصهيوني على يد من لم نكن نظنه، وبتدبير من السماء لا الأرض.

نحن في مفترق طرق، وربما في لحظة تاريخية شديدة الحساسية. ومع أن واقعنا العربي لا يبشر بخير في المدى القريب، إلا أن التاريخ يعلّمنا أن التدخل الإلهي يبدأ حين تغلق كل الأبواب، وحين لا يبقى في القوس منزع. لا تراهنوا على السياسيين، ولا على التوازنات الدولية، ولكن راهنوا على عدالة الله… فلعلها قد اقتربت.
أ.د. زياد ارميلي/ أستاذ جامعي








طباعة
  • المشاهدات: 4167
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-06-2025 08:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم