حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,16 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6782

د.زياد ارميلي يكتب: زوال إسرائيل في 2027… رؤية واقعية أم أمل شعبي؟ .. (في ظلّ الحرب الجارية)

د.زياد ارميلي يكتب: زوال إسرائيل في 2027… رؤية واقعية أم أمل شعبي؟ .. (في ظلّ الحرب الجارية)

د.زياد ارميلي يكتب: زوال إسرائيل في 2027… رؤية واقعية أم أمل شعبي؟ ..  (في ظلّ الحرب الجارية)

15-06-2025 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. زياد ارميلي
في مقابلة نادرة وموثّقة ضمن برنامج "شاهد على العصر" الذي بثته قناة الجزيرة عام 1999، تحدث الشيخ المجاهد أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى الإعلامي أحمد منصور، متناولًا محطات مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية والمقاومة، وكاشفاً عن رؤيته لمستقبل الكيان الصهيوني، التي كانت ولا تزال محل نقاش واسع في الأوساط السياسية والدينية.


كان لافتاً في تلك المقابلة التاريخية حديث الشيخ ياسين عن احتمالية زوال دولة الاحتلال الإسرائيلي بحلول عام 2027، إذ لم يستند في رؤيته تلك إلى أحاديث خرافية أو تنجيمات، بل إلى سنن التغيير التاريخية وسياقات التحول الحضاري في عمر الأمم. وقد أشار إلى أن دولة الاحتلال نشأت على باطل، وكل باطل إلى زوال، وهو ما يعد من المسلمات في العقيدة الإسلامية والتاريخ الإنساني.

من أين جاء عام 2027؟

أوضح الشيخ ياسين أن التاريخ يمر بدورات حضارية تقدّر بـ40 عامًا، وأننا – بحسب حساباته نعيش في الدورة "الأربعين الثالثة" منذ قيام الكيان عام 1948، والتي ستكتمل في عام 2027، مما يجعلها سنة رمزية قد تشهد بداية نهاية المشروع الصهيوني. وهذا التحديد ليس نبوءة غيبية، وإنما قراءة تحليلية في سنن الله في الكون وسقوط الإمبراطوريات والكيانات الظالمة.
قال الشيخ أحمد ياسين بالحرف:

> دولة الاحتلال قامت على باطل، وكل باطل إلى زوال… نحن الآن في الأربعين الثالثة، وفيها ستكون النهاية بإذن الله.
وهنا ربط الشيخ الزمن بالتاريخ، مستندًا إلى قوله تعالى:

> "وتلك الأيام نداولها بين الناس..
ليدلل على أن الغلبة لا تدوم لأحد، وإنما الأيام دول بين الشعوب، ترتفع أمة وتسقط أخرى، ويعلو الظلم ثم يدك بأيدي الشعوب المقاومة.

السياق السياسي آنذاك

جاءت هذه الرؤية في وقت كانت فيه الانتفاضة الفلسطينية الأولى قد مضت، والثانية على وشك الانفجار، بينما كانت اتفاقيات "أوسلو" تُقابل بشك واسع من الشارع الفلسطيني. كانت المقاومة تواجه تحديات ضخمة، ومع ذلك لم يفقد الشيخ ياسين يقينه، بل تحدث بنبرة ثابتة عن قرب التحرير، مدعومًا بإيمان عميق وفهم دقيق لمسارات التحول التاريخي.

الحرب الحالية… بين غزة وطهران، والكيان على الحافة

واليوم، ونحن على أعتاب عام 2027، نشهد بأعيننا تحققاً متسارعًا لما تحدّث به الشيخ أحمد ياسين قبل أكثر من عشرين عامًا:

غزة تقاتل وحدها منذ أشهر مقاومة عدواناً صهيونياً غير مسبوق، ومع ذلك صمدت وراكمت مفاجآت صاروخية وتكتيكية أربكت الجيش الإسرائيلي وقياداته السياسية.

إيران دخلت المشهد بصراحة، عبر تصعيد عسكري مباشر غير مسبوق ضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وفتح جبهات متعددة.
الداخل الإسرائيلي يعيش حالة من الانهيار النفسي والسياسي، مع انقسامات غير مسبوقة، احتجاجات متصاعدة، تراجع الثقة بالجيش، ونزوح داخلي من المستوطنات الحدودية، إضافة إلى عزلة دولية متزايدة.
حجم الدمار الهائل الذي طال المنشآت الإسرائيلية، وضرب الموانئ والمطارات والمصانع، إضافة إلى سقوط هيبة "القبة الحديدية"، يعكس واقعًا مغايرًا تمامًا لما عرفناه عن "الردع الإسرائيلي" لعقود.

من وجهة نظري انا العبدالفقير زيادارميلي ما يحدث اليوم ليس مجرد تصعيد مؤقت، بل نقطة تحول في مسار الصراع، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الكيان بات في مراحله الأخيرة… تمامًا كما قال الشيخ ياسين وهذا ما تحدثت به منذ تاريخ هذه المقابلة سنة ١٩٩٩ لجميع الأصدقاء والمقربين.

اعتقد ان رؤية الشيخ تتطابق مع مشهد اليوم ما بين تصريحات الشيخ وتطورات الواقع، نجد تطابقًا واضحًا ومذهلًا:

عام 2027 لم يعد مجرد تاريخ ينتظر، بل بات توقيتاً مرجعياً يدعونا للتفكّر فيما يحدث على الأرض.

الدمار الذي يشهده الكيان اليوم لم يشهده منذ تأسيسه.

منظومة الردع والسيطرة والهيمنة التي بنيت على مدى 70 عامًا تتفكك أمام صمود غزة وتعدد جبهات المقاومة.
هذه الأحداث لا تؤكد فقط صدق رؤية الشيخ ياسين، بل تعزّز إيماننا بأننا نعيش اللحظات الأخيرة من عمر هذا الكيان الزائل، وأن النصر ليس وهمًا، بل أمرًا حتميًا يسير نحونا بخطى ثابتة لنصل إلى نتيجة مفادها
ان تصريح الشيخ أحمد ياسين حول زوال إسرائيل عام 2027 لم يكن أمنية عاطفية، ولا نبوءة مغرقة في التفسير، بل رؤية مقاومة واعية تنطلق من السنن الإلهية والتحليل الواقعي للتاريخ والجغرافيا والسياسة.

والحرب الحالية سواء في غزة أو في المواجهة مع إيران من وجهة نظري ما هي الا تدبير إلهي رباني تمهيدا لخارطة طريق تشكّل التطبيق العملي لذلك التحليل، وتؤكد أن الكيان ينهار من الداخل والخارج، أمام مقاومة راسخة وشعوب حرة تؤمن بعدالة قضيتها.

ومن هذا المنطلق، فإننا نرى في هذه الرؤية أملًا راسخًا للشعوب المستضعفة، وقاعدة إيمانية وعقلانية تؤكد أن الاحتلال لا يدوم، وأن النصر قادم، لا محالة.
وإن غدًا لناظره قريب.
د.زياد ارميلي
15/6/2025








طباعة
  • المشاهدات: 6782
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-06-2025 09:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم