12-06-2025 08:33 PM
سرايا - يوسف الرفاعي : سعادة الأستاذ هاشم الخالدي المحترم، تحية طيبة وبعد، لست من أولئك الذين يكتبون كثيرًا، ولكنني من الذين يقرأون كثيرًا.
أتابع بشغف بعض المقالات المنشورة في فضاءنا الإعلامي، وأحرص على أن أقرأ للمعروفين منهم كما أقرأ لأولئك الذين لا يعرفهم إلا القلّة من جمهور القرّاء.
وللأمانة، فإنني كثيرًا ما أجد نفسي ألهث فكريًا وأنا أقرأ لبعض الكتّاب "المشهورين"، أشعر كأنني "يصعد في السماء" من ضيق النفس والطرح، بينما أجد لدى كُتّاب آخرين — لا يعرفهم الضوء — من البلاغة والعمق والرقي ما يجعلني أتمنى ألا ينتهي المقال.
هنا، أكتب إليكم، لا ناقدًا ولا منافسًا، بل قارئًا يبحث عن عدالة ثقافية، عن فرصة حقيقية لإنصاف الأقلام الحرة التي تكتب من خارج الإطار الصحفي التقليدي.
سرايا، كما عهدناها، كانت ولا تزال منبرًا حرًا سقفه السماء، تحتضن الفكر، وتمنح الكلمة حقّها، وتفتح نوافذها لكل رأي راقٍ وفكر ناضج.
من هذا المنطلق، أضع بين أيديكم اقتراحين بسيطين في شكلهما، عميقين في أثرهما المحتمل:
إطلاق زاوية ثابتة بعنوان "مقال الأسبوع" أو "مقال الشهر"، يتم فيها اختيار مقال مميز من بين ما يُنشر أو يُرسل إلى الموقع، وفق أدوات قياس موضوعية مثل التفاعل، عدد القراءات، أو تصويت الجمهور.
هذه الزاوية قد تشكل حافزًا كبيرًا للكتاب الجدد أو غير المحسوبين على الجسم الإعلامي، وتعزز ثقافة التميّز.
إنشاء قائمة شرف تكريمية دورية تضم كتّابًا من خارج الحقل الإعلامي التقليدي، ممن تميزوا بأسلوبهم، عمق أفكارهم، وجودة طرحهم. على غرار لوحات الشرف في الجامعات، أو آليات اختيار اللاعبين المميزين في الأندية الكبرى... أليس من حق الكُتّاب أيضًا أن يُنصفوا؟
سيدي الكريم، ربما لا تكون الكتابة أقل شأناً من الرياضة أو الفن أو أي مجال آخر، بل هي الجوهر الذي تصنع به الأمم وعيها وتبني به مستقبلها. لذا فإن رعاية الأقلام الجادة، أينما كانت، هو شكل من أشكال المسؤولية الثقافية والإعلامية.
أترك هذا الرأي بين أيديكم، عسى أن يجد فيه من يشاركني الشغف ما يستحق التأمل.
مع كل الاحترام والتقدير
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-06-2025 08:33 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |