بقلم : النائب الدكتور عبد الناصر الخصاونة
في الخامس والعشرين من أيار، لا نُحيي مناسبةً وطنية فحسب، بل نُجدد العهد لوطنٍ وُلد من رحم التحديات، وتربّى على العزيمة، وتوشّح بالشرف والكبرياء، عيد الاستقلال ليس ذكرى، بل هو نبض يسري فينا، يذكّرنا بمن نحن، وما الذي يجب أن نكون عليه.

هذا الوطن الذي وقف شامخاً رغم ضيق ذات اليد، والذي حمى نفسه بجنوده وأجهزته ورجاله الأوفياء، لم يكن يوماً بلداً عادياً، لقد قاومَ الفقرَ بالعزة، والضيقَ بالصبر، والخذلان بالثبات، هذا الوطن الذي لم يُفرّط بأمنه ولا بسيادته، يستحق منا أكثر.

في عيد الاستقلال، نرفع رؤوسنا فخراً بجنودنا، بقيادتنا، بشعبنا، ونخفضها تواضعاً أمام عظمة الأردن، ولكننا في الوقت نفسه، لا نغفل عن واجبنا في إصلاح ما يجب إصلاحه، وتقويم ما انحرف عن الطريق، فالأردن لا يُمكن أن ينتظر طويلًا، أبناؤه يطمحون، يتعلمون، يهاجرون، ويحلمون بوطن يحتضن طموحهم استقلالً بعد آخر.