02-09-2025 05:41 PM
بقلم : النائب الأسبق رائد الخلايلة
لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الإجحاف والتجاهل، لكن ما حدث دفعني لكتابة هذه الكلمات وأنا مشحون بالغضب والاستغراب. فقد تقدّمت قبل أيام لأطلب فقط “فرصة تدريب” لخريجة تمريض تحمل شهادة بكالوريوس تمريض ودبلوم مختبرات طبيه ، فتاة مجتهدة أنهت سنوات دراستها بجدّ واجتهاد، على أمل أن تبدأ مشوارها المهني وتخدم وطنها من خلال مهنة إنسانية نبيلة. ظننتُ أن طلبي – كواسطة شخصية – سيُقابل على الأقل بمحاولة تفهّم، أو إبداء رغبة بالمساعدة، لكنني صُدمت بالرفض القاطع، بل وباللامبالاة.
الأمر لم يكن مجرّد رفض لوظيفة أو تدريب، بل كان صدمةً مؤلمة حين تجولت في المستشفى نفسه الذي رفضها، لأُفاجأ بوجود عدد كبير من الممرضات الأجنبيات، وتحديدًا من الجنسية الفلبينية، يملأن الأقسام والممرات، بينما بناتنا الممرضات يجلسن في بيوتهن تُنهش أرواحهن شياطين البطالة والخذلان.
أي منطق يقبل أن يُفتح الباب على مصراعيه للعمالة الأجنبية بينما يُغلق في وجه بنات البلد؟! أي عدالة هذه التي تتيح للوافد أن ينال الفرصة والعمل والراتب والامتيازات، وتُحرم منها الخريجة الوطنية التي تملك المؤهل والكفاءة وربما الحماسة الأكثر؟!
وما ينطبق على المستشفيات ينطبق أيضًا – وللأسف الشديد – على الفنادق، التي امتلأت بكل الجنسيات إلا من أبناء الوطن، وكأننا أصبحنا غرباء في بلادنا، ننتظر الإحسان والشفقة بدل أن نكون أولوية في التوظيف والتنمية.
من هنا، أوجه ندائي العاجل إلى معالي وزير العمل، ومعالي وزير الصحة، وإلى دولة الرئيس النشط جعفر حسان، الذي نثق بحرصه على شباب هذا الوطن وبناته: أنقذوا طاقاتنا المهدورة، أعيدوا الاعتبار لأولويات التوظيف، لا نطلب أكثر من عدالة الفرصة، وحق العمل الكريم.
كفى تجاهلًا… فالوطن الذي لا يحتضن أبناءه، يُفرّغ نفسه من مستقبله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-09-2025 05:41 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |