حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,1 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3503

مكرم أحمد الطراونة يكتب: تركيا .. مصالح واضحة لا تقبل التأويل

مكرم أحمد الطراونة يكتب: تركيا .. مصالح واضحة لا تقبل التأويل

مكرم أحمد الطراونة يكتب: تركيا ..  مصالح واضحة لا تقبل التأويل

31-08-2025 08:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - الجلسة الطارئة للبرلمان التركي، والتي تسيدها وزير الخارجية هاكان فيدان، جاءت كما لو أنها من تنفيذ مخرج مسرحي عديم الموهبة، خصوصا وهو يعلن أن العلاقات التجارية بين بلاده وإسرائيل مقطوعة بالكامل، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من إبادة وتجويع في قطاع غزة. لكن وسائل الإعلام التي تعودت التطبيل لـ"الخليفة"، آثرت أن تعنون خبرها بـ"تركيا تقطع علاقاتها التجارية مع إسرائيل"، ما يكشف، أيضا، عن محنة ممتدة نعيشها مع الإعلام غير المتوازن!


الجلسة، وفق ما هو معلن، جاءت لبحث عملية الاحتلال العسكرية في غزة، وقد أفاض فيه فيدان بانتقاد سلوك الاحتلال الوحشي، لكن ثلاثة أمور كانت تتخفى وراء ذلك الغضب المتفجر من زعيم الدبلوماسية التركية.
أول تلك الأمور، هو تغير موازين القوى في معادلة الداخل التركي، بعد خسارة حزب الرئيس التركي الانتخابات المحلية العام الماضي، وضياع المدن الكبرى من نفوذه، وتغير الخريطة السياسية بنهوض حزب الشعب الجمهوري كقوة معارضة أساسية في البلاد، وأيضا بروز حزب "الرفاه من جديد" الإسلامي الذي انشق عن تيار أردوغان، وهما حزبان عززا وجودهما في الشارع التركي.
الخبراء، أكدوا أن تلك الانتخابات، كشفت عن "تآكل" قاعدة أردوغان المحافظة، وأنها عاقبته بالانفضاض عنه بسبب استمرار العلاقات التجارية مع إسرائيل رغم جرائمها البشعة في غزة، ما تطلب "تكتيكا" سياسيا جديدا من أجل "ترميم" القاعدة الانتخابية لـ"حزب الخليفة"، وهو القرار الذي جاء في أعقاب الانتخابات مباشرة، ولا أحد يعلم لماذا جاءت إعادة التأكيد عليه قبل يومين، رغم أنه لا جديد فيه، سوى الرغبة في "مغازلة" القواعد الانتخابية.
الأمر الآخر، والذي ربما شكل نقطة "حرد" لتركيا من إسرائيل، هو سلوكها تجاه الحكم الجديد في سورية، ومخططاتها المعلنة تجاه القوى السياسية والعسكرية هناك. المصالح والأهداف المتعارضة بين البلدين في سورية تظهر بوضوح، فتركيا تفعل المستحيل لمنع قيام كيان كردي مستقل على حدودها، غير أن إسرائيل قد تكون مرحبة بمثل هذا الكيان، وربما تعتبره خط دفاع أول ضد أي مناورات إيرانية تفكر بالتوسع مجددا في المستقبل.
وفي الشأن السوري، أيضا، فإن تركيا تدعم الحكم الجديد، وما تزال تسيطر على مناطق واسعة في الشمال لضمان مصالحها في أي حل سياسي مستقبلي، لذلك فهي تشعر بأن استثمارها في هذا الحكم، ودعمها لرموزه، يتوجب مكافأتها بسببه، وألا يتم التنغيص عليها بمثل "المناورات" الخطيرة التي تقوم بها تل أبيب، خصوصا أن تركيا أسهمت في "تهذيب" هذا الحكم، وتأهيله جيدا للتعامل مع الملفات المعقدة في المنطقة، بما فيها إسرائيل، وقد جرت لقاءات معلنة بين السوريين والإسرائيليين، أدت إلى حد أدنى من التفاهمات، وهو ما تعتبره تركيا نجاحا كبيرا لها، وأن على إسرائيل تقدير هذا الأمر.
لذلك، فعندما تخرج تل أبيب عن التفاهمات غير المكتوبة، تشعر أنقرة أن ذلك يؤدي إلى "زعزعة" خططها، ويهدد أمنها القومي بتحالفات مع قوى تعتبرها معادية، ويكون لزاما عليها أن تبدي بعض الخشونة، والتي قد تكون "ردا مناسبا" يؤدي بتل أبيب إلى إعادة حساباتها من جديد.
هذه هي الأسباب الكامنة وراء الجلسة البرلمانية التركية، والتي جاءت بطريقة استعراضية مضحكة، فرغم أن تركيا ابتعدت كثيرا عن ملف غزة خلال أشهر طويلة، إلا أنها قررت وبشكل مفاجئ، أن تعود و"تغازلنا" من جديد، فهي متأكدة تماما بأن ثمة من سيلتقط طعمها مرة أخرى.











طباعة
  • المشاهدات: 3503
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-08-2025 08:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم