حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3241

حلول عملية لمشكلة التحرش الجنسي في الجامعات

حلول عملية لمشكلة التحرش الجنسي في الجامعات

حلول عملية لمشكلة التحرش الجنسي في الجامعات

12-06-2022 01:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. إبراهيم بدر شهاب الخالدي
حادثة التحرش الجنسي الأخيرة التي أثارت الرأي العام الأردني ليست هي الأولى من نوعها ، ولن تكون الأخيرة ، ما دام نمط التعليم الجامعي في الأردن يهيئ الظروف المناسبة لمثل هذه السلوكات المنحرفة وسواها من صور الفساد الأخلاقي والتعليمي ، وسيبقى الوضع يتفجر كل حين بقضايا من هذا النوع ما لم يحدث تغيير نوعي جذري في بنية التعليم الجامعي في بلدنا ، والتغيير الذي نقصده لا يعالج فقط قضايا التحرش ؛ بل يمتد أثره الإيجابي إلى نواح أخرى عديدة كان قد أصابها الخلل والفساد ، وبقيت هكذا مسكوتاً عنها دونما التفات إلى خطرها أو الشروع في محاولات جادة للإصلاح والترميم .
يعود الجزء الأكبر من الخلل الذي تتمخض عنه هذه المشكلات وسواها ؛ إلى انعدام الرقابة على أداء المدرسين مع منحهم أو تمتعهم بالحرية المطلقة في التدريس واختيار المنهاج والتقويم والتحكم بمصائر الطلاب بلا رقيب ولا حسيب ، ولما تهيأ لهم هذا الظرف ؛ مال بعضهم – وبعضهم كثير- إلى الرخاوة والدعة ، فتكرر غيابهم بعذر أو دون عذر عن المحاضرات ، وأهملوا واجباتهم في تصحيح أوراق الامتحانات ومناقشة أبحاث الطلاب ، وصار الأمر إلى حال من الفوضى والفساد ، انسحبت آثاره على معظم الخريجين تقريباً ، وبذلك عمت قيم اللامبالاة والاستهتار وانعدام المسؤولية أو تراخيها وشاعت ، وانحسرت قيم الولاء والانتماء والجدية والإخلاص إلى حدود ضيقة لا تتجاوز المصالح الشخصية والفئوية والحزبية .
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد ، بعض الممارسات والسلوكات غير المقبولة في المجتمع الأكاديمي - وهي بطبيعة الحال ليست نزوات عابرة أو سلوكات نادرة ، إنها مشكلات مؤرقة وأخطاء جسيمة ، ويجيء معظمها نتيجة منطقية لما سبقت الإشارة إليه .
هذه الحقائق وغيرها الكثير من الأمراض السلوكية والإدارية التي تعكس الواقع المر لجامعاتنا بلا استثناء ، باتت من الخطورة بمكان بحيث لا يجوز السكوت عنها أو تأجيل النظر فيها ، وهي تنذر بشر مستطير لا يمنعه إلا وقفة مراجعة جادة مخلصة لنظامنا التعليمي والتربوي برمته ، ويترتب عليه- دون مجاملة لأحد- فصل عضو هيئة التدريس إذا ثبت تورطه بإحدى السلوكات التي سبقت الإشارة إليها ، وإنذار الجامعة الخاصة أو سحب الاعتماد الخاص الممنوح لها .
وفي هذا الإطار ففي المقترحات التالية حلول عملية لتلك المشكلات وما يتمخض عنها ويتولد ، بما يمهد الطريق لتصويب مسيرة التعليم الجامعي في بلدنا برمته ويعمل على تحسين صورته .
أولاها - أن يستبدل أسلوب التقويم الحالي لمستوى الطلبة في كل مادة ، ورفع يد المدرسين عنها كلياً ، بحيث تشكل لجان خاصة في كل كلية لهذا الغرض ، يناط بها مهام إجراء الاختبارات وتصحيح أوراق الامتحانات واستخلاص النتائج ، على أن تحاط أعمالها بالسرية التامة ، بحيث لا تظهر أسماء الطلبة على دفاتر الإجابة ، كما هو الحال في امتحانات الثانوية العامة تماماُ ، وبهذا الأسلوب الموضوعي يتحرر الدكتور أو المدرس من مهام التصحيح وضغوط الطلبة والزملاء لرفع العلامات أو تعديلها من جهة ، وتلافي ظاهرة ابتزاز الطلبة بالعلامات أو استغلال حاجتهم في هذا الأمر ، ومن جهة أخرى ، فإنه في ظل هذا الأسلوب لا يستطيع المدرس حذف ما يشاء من المادة التي يدرسها للطلاب ، أو أن يعفيهم من بعض الموضوعات المشتملة عليها ، سيما وأنه ليس له حرية تحديد حجم المادة المقررة ، فأمر ذلك متروك للقسم أو للجنة إعداد الامتحانات ، وبالتالي فإنه لا يستطيع الانزلاق نحو الموضوعات الجانبية أثناء المحاضرات ، فليس هناك متسع من الوقت لذلك ، ثم أن الطلبة أنفسهم سيضطرونه إلى الالتزام بشرح المادة بأكملها ضمن الوقت المحدد ؛ لأنها مطلوبة برمتها في الامتحان النهائي .
وفي هذا الأسلوب أكثر فائدة ، منها : العدالة في التقويم ، وإعطاء أهمية وهيبة خاصة للامتحان ، يَجِدُّ لها الطلاب ويجتهدون ، وسيعكفون بجدية على حضور المحاضرات والحرص على عدم تفويتها ، والمشاركة الفاعلة فيها ، وسيلجؤون إلى المكتبة للمطالعة والتحضير وكتابة الأبحاث والتقارير ، وهو ما من شأنه تعزيز ميول الطلبة نحو الكتاب والمطالعة ، وتمكينهم من مفاتيح العلم ، وبذلك تنتهي مظاهر الاستعراض والتسكع في جنبات الجامعة ، أو تكرار الزيارات غير المبررة للمدرسين في مكاتبهم ، الأمر الذي سينعكس بجملته إيجاباً في سلوك الطلبة ومستواهم الفكري والعلمي . وأهم ما في الأمر القضاء على مشكلة التحرش والابتزاز التي يتعرض لها الطلبة بين الحين والآخر .
وثانيها - أن يتم تقويم أداء أعضاء هيئة التدريس بأسلوب تعدد جهات التقدير ، على أن يعطى للطلبة 70%من العلامة الإجمالية ، وهو ما يجعل المدرسين في حالة من الجدية والانضباط والحرص على تقديم المفيد لطلابهم ، لأنهم في هذه الحالة أمام مقيمين لعطائهم وسلوكهم لا مجرد طلاب دارسين ، ويترك لرئيس القسم 30% منها . وفي يقيني إن هذا الأسلوب أقرب للدقة والعدالة ، وأبعد عن التحيز والمحاباة ، وأدعى إلى الاستقامة ، ولا سيما إذا ارتبطت نتائج التقويم بحوافز وروادع مناسبة . فإذا استقر في وجدان المدرسين جدية هذا الأمر وموضوعيته ؛ فإنهم ولا شك سيغيرون كثيراً مما هم عليه من سلوك سلبي ناتح عن الشعور بمطلق الأمان في دار أبي سفيان .
د. إبراهيم بدر شهاب الخالدي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا









طباعة
  • المشاهدات: 3241
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2022 01:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم