حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2768

غصون رحال في روايتها «منّ السما»

غصون رحال في روايتها «منّ السما»

غصون رحال في روايتها «منّ السما»

19-08-2021 09:47 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تعتبر رواية «منّ السما» للروائية التنويرية غصون رحال (عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب) في طليعة الروايات العالمية التي تدقّ ناقوس الخطر، وتوصل للعالم رسالة مفادها أن الأمن والسلم العالميين والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان في خطر، وتقول: «كم قتيل وذبيح ينبغي أنْ نحصيَ قبل أنْ يتغيّر العالم؟»، وتدعو إلى «إحداث انحرافٍ في سياسات الدول الكبرى، تتحوّل معه الدول راعيةُ الإرهاب إلى شريكٍ إستراتيجي في محاربة الإرهاب»، وتسجّل- جماليا وفنيا- وبألسن متعددة، وبلغات مختلفة، ما يجري في الكون من مظاهر دمار وانعدام للإنسانية.
وتتقمّص الروائية شخصية «عهد» المحامية السورية العاملة في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتقدّم بجرأة عبر أسلوب وجهات النظر خلاصة ما وصلت إليه وزملاؤها الذين انتدبتهم المفوضية، للاطلاع على حالة حقوق الإنسان في العالم، ودوّنوا في تقاريرهم «ما أدى إليه صراع البشر وتناحرهم، وما تمارسه القوى العظمى والدينية من سلوكيّات لا إنسانية، وما يجري في السجون وخارجها من تعذيب واغتصاب»، وتقول: «الحرب طاحونة هواء تطحن النفوس، والآمال، والأحلام، وتطحن أوّل ما تطحن القيم والأخلاق، فكيف إن كانت حربًا «مقدّسة»، يرفع راياتها سفهاء موتورون يعاهدون الله على جهاد المشركين والكفار، فيما عقولهم مشغولةٌ «بجهاد النكاح»، وأفئدتهم معلقّةٌ بين أفخاذ النساء».

ولأن العنوان عتبة النص، فإن عنوان الرواية، يشير إلى الحلوى المعروفة في العراق «منّ السما»، أي»هبة السماء»، الأمر الذي يرمز الى التدخل الإلهي الذي ترتجيه بطلة الرواية «عهد» لخلاص البشرية من جحيم الحرب والظلم واستبداد الإنسان. وترصد الرواية صعود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، منذ العام 2014 وما ارتكبه من فظائع، وتمثّل استمرارا لمشروع البحث عن الهوية الشخصية والوطنية لفلسطينيي الشتات، ولا سيما في سورية، وقطاع غزة.
وتشتمل هذه الرواية، التي تعتبر نسوية بامتياز لكثرة ما فيها من حوارات وشهادات أنثوية، على كنز علمي ومعرفي، تلج فيها الروائية عوالم الفكر والفلسفة والأدب والفلكلور والتراث، وتتبدى من خلالها ثقافتها الموسوعية، ومعرفتها بالكثير من الأسرار السياسية والعسكرية.
وأكثرت الروائية من جلدها ونقدها لمن يمارسون الحروب، ويساهمون في إبادة البشرية، وتقول: «الحرب.. نوبة نزيفٍ حادّة من النساء والأطفال المهجّرين، والنازحين، وطالبي اللجوء الذين ينبغي على سائر العالم التكفّل بهم»، وتنتقد حتى العمل الذي تمارسه بعض الهيئات المعنية بحقوق الإنسان وتقول:»أتساءل عن الجدوى وراء أنْ نُفنِي أعمارَنا في السفر والتقصّي، والقيامِ بمُهمّات ميدانية في أماكن تقع على بعد ثوانٍ من عُبوّة ناسفة، أو تفجير انتحاري، ونستمع إلى قصصٍ تُدمي الحجر، لنرفع تقاريرَ يضيع معظمُها في دهاليز السياسية»، وتنتقد الرواية عبر شخصية»هاني»الربيع العربي العربي وما آل إليه، القائل:»لم يكن ربيعًا، بل..تركيبةٌ عجيبة من العداوات والتحالفات الدولية».
ولجأت غصون إلى الفنتازيا والغرائبية:»بعض الحِيل السحرية التي تـُمكّنني من خلع رأسي ووضعِه جانبًا، قبل الذهاب إلى النوم»، وإلى تقنية الأحلام: فتقول:» الواقع كابوسٌ بعينين مفتوحتين، أما الأحلام فمرآةٌ للأفكار المتجذّرة فينا، مع قليلٍ من التحريف والفوضى»، كما لجأت إلى الأساطير: ومنها أسطورة «هيديز»، وعشتار وحبيبها «تموز».
وعدا عن جماليات الوصف، وروعة السرد، لجأت الروائية، التي أصدرت سابقا أربع روايات هي: موزاييك، شتات، خطوط تماس، في البال، إلى إحدث تداخل بين الأجناس الأدبية، ولا سيما أدب السيرة، والمذكرات، والشهادات، وإلى بداع قصة داخل قصة، وإلى الإكثار من التداعيات والمونولوجات الداخلية، تقول:»بلعتُ لساني وأغلقت فمي عليه»، كما أن روايتها جاهزة إلى أن تتحول إلى فلم سينمائي لكثرة ما فيها من مشاهد جاهزة للعرض.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2768

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم