بقلم : المهندس وصفي عبيدات

لقد عرف التاريخ فئات من المجتمع تقتات على الحروب وعلى الاحداث المآسواية التي تحدث لكثير من المجتمعات ، لقد كنا نتمنى ان يخلو مجتمعنا من هذه الفئات الا انه وللاسف تزدحم مجتمعاتنا بهم ، هؤلاء الذين يرتدون ثوب الوطن ، ويتاجرون بالوطن باسم الوطن ، ولان التاريخ الحديث لبلدنا ولباقي بلاد العرب متخم بهذه الاحداث فقد ظهر المتسلقون على جدار الوطن ، فنتفاجئ بإولئك المرتدين الثوب الخرق المرقع الذي لا يمت من قريب او بعيد لحب الوطن ، فعند هؤلاء حب الوطن ان تتطاول على الوطن وقيادة الوطن ، مشككين تارة وقاذفين تارة اخرى ، هؤلاء الذين راق لهم هتاف القلة القليلة الذين هم على شاكلتهم بانه هو البطل .

الى هؤلاء واؤلئك اقول ، انتم لستم من الوطن ولا الوطن منكم ، انتم تتاجرون باسم الوطن ولا يهمكم الوطن بل تهمكم مكتسباتكم من الوطن ، قتلكم الغرور بان منحوكم لقب البطل ، انتم لستم الا تجار كلام متسلقون على جدار الوطن للوصول الى القمم على اظهر المساكين من اهل الوطن ، الم تفكروا يوما ما مصير اخوانكم من العرب الذين يتاجرون بالكلام في بلادهم ؟ هل يجدون مكان في اوطانهم ؟ ام ان اوطانهم لفظتهم فلم يعد لديهم الا ذكريات من الوطن ؟ هل يذكر تاريخكم ان صفّى النظام احد منكم او أُخرج من ارض الوطن ؟ الم تكونوا دوما قريبن من قائدكم وتقلبتم على كثير من مواقع القرار ، فكنتم وزراء ونواب وما علا من كراسي الراي وسن النظم ؟ الم تاتيكم قيادتكم في اماكن عيشكم لا بل في اماكن مكركم بها ووضع الخطط لتصفيتها وحملتكم الى امهاتك كي تقر اعين سيدات الوطن ؟

لماذ العزف على جراح الوطن ؟ ولماذا التشكيك في قيادة الوطن ؟ هل قال لكم الوطن وقائد الوطن يوما تخلوّا عن وطنيتكم وقوميتكم ؟ ام قال لكم لا مكان لكم في ارض الوطن ؟ حرام عليكم يا تجار المحن ، فبلدكم لا يتحمل المزيد من المحن ، فماذا تريدون اكثر من ان يفتح وطنكم ابوابه لكل العرب ؟ لماذا تطالبون الوطن بان يسير على اهوائكم التي لن تجر للوطن الا المصائب والمحن ؟ كنتم وبعضكم ما زال في موقع القرار ، فلماذا تنخرس السنتكم وانتم في مواقعكم ، وعندما تغادرونها تنطلق السنتكم هراءا وكذب ، كنتم نوابا وباشوات ونقباء المهن ، فمن منعكم ان تقدموا المشورة والحلول لما تسمونه فسادا اتى على كل الوطن ؟

كلنا وطني نحب الوطن وجّلنا قومي يحب العرب ، فلا تزاودوا علينا بحب الوطن وجيران الوطن ، جرحتم الوطن وقائد الوطن في حرب العراق وبعدها سوريا وغيرها من باقي الدول ، ولم نرى منكم الا عويلا وتنظيرا فلم تقدموا شيئا للوطن ولباقي الدول ، هل تقولون ان هناك من يمنعكم ؟ فالحدود مفتوحة والجيوب بالمال متخومة ، فقدموا ما شئتم ولن يمنعكم احد ، اليوم تتخذون من منابركم بوقا لقذف الوطن وقائد الوطن ، فبالله عليكم لو كنتم بوطن غير الوطن ، هل ستبقى السنتكم تتطاول على مكونات الوطن ، ام انّ من السنتكم تطير خارج حدود الوطن ؟ غزة الان تحتاج منا كل شئ الا التخوين والفتن ، تحتاج المال والدواء والغذاء ، فجودوا بها وسيكون الكل لكم شاكرين وممتنين ، لن ينفع غزة التنظير والتصفيق للتنظير ، ما ينفع غزة ان نقف لجانب اطفالها ونساءها وشيوخها وان ندعو لهم بالنصر وذلك اضعف الايمان ، وان كنتم تريدون الحرب مع اليهود فتعالوا نتصالح مع انفسنا لنتحد ونتوحد ، تعالوا لنقول خيرا او نصمت حتى لا يهزع اهل الخير منكم ومن كلامكم المسموم الذي لا يخدم الا اعداء الوطن ، الم تعتبروا من اهل غزة كيف صارعوا جيشا مدججا بالعدة والعتاد ؟ اتعلمون لماذا ؟ ان ذلك لانهم على قلب رجل واحد ، همهم واحد ، هدفهم واحد ، همهم غزة وهدفهم غزة ، لذلك لن تهزم غزة ، اما انتم فهمكم انفسكم ولا شئ غير ذلك ، همكم ان يقال فلان بطل جرئ ، وقد قيل ، فماذا كسبنا من قولكم وما قيل عنكم ؟ ارجوكم حلواّ عن الوطن وقيادة الوطن واعتنوا بانفسكم يا تجار الوطن .