حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 26437

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

10-04-2014 09:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
عندما يُذكر الربيع يتبادر للأذهان الخضرة والجو اللطيف المنعش ، الزهور الوردية والورود القرنفلية ، سهول خضراء وأشجار محملة بزهور الثمار ، نحل يتنقل من حقل الى حقل ومن بستان الى بستان يمتص رحيق الأزهار ليملئ الارض بالعسل ، أسر تضع خططها للرحلات العائلية للترويح عن النفس التي حاصرتها شراقي المربعانية وبرد الخمسينية الشتوية ، فالربيع يعني الجمال والحب والرومانسية لكل المخلوقات ، الانسان والدواب والشجر والحجر حتى البحار والأنهار والمحيطات ، السماء تميل للصفاء والشمس تغازل الارض فلا ترفع حرارتها حتى لا تحرمها من نضارتها ومن ماء في جوفها قد انهمر .

الربيع في كل العالم ربيع اخضر الا في بلاد العرب فانه احمر ، فبدل السنابل تُقطف الرؤوس ، وبدل جني الثمار تُقتل العروس ، وبدل خلع الشوك من الحقول تُنتزع أرواح أطفال بعمر الورود ، فلا ادري من اين وكيف سمّي قطف الرؤوس ربيعاً ، وكيف للدم الاحمر ان يكون ماءً أزرق ، كيف للدبابة ان تكون عربة عريس وعروس ، كيف للصاروخ ان يتبدل ليصبح غصنا لينا اخضر ، كيف لذاك الطفل الميتم ان يكون للآب المقتول مستقبل ، وكيف لتلك الفتاة العشرية ذات الوجنتين الوردية ان تكون لامها الذبيحة فراشاً اخضر .

يا عرب ، متى كان القتل إصلاحا ومتى كان الدم ينبت الشجر ، متى كانت أرواح البشر رخيصة كرماد طار من اللهب ، متى كانت الخيانة أمانة والأمانة شر ليس له الا ان يُبتر ، أليس من الجهل ان نهدم لنبني ، وبناء الطوب اصعب من هدم الجبل ، متى كان حرق الارض تجهيز لنبت الثمر ، هل مر عليكم في التاريخ ان الأرملة تولد بناة الوطن ام ان قوانين الدنيا تغيرت لكسب كرسي صنع من خشب ، اذا انتم احرقتم الشجر فانٌا لكم الثمر ، وان انتم قتلم رجالكم فكيف ستلد لكم النساء الولد ، وان انتم ذبحتم النساء فمن اين يأتي بناة الوطن ، ان انتم ذبحتم الطفل ، أنثى وذكر فكيف للأرض ان تعتمر .

آه يا عرب اما آن لربيعكم المزعوم ان يمضي فالخريف والله ارحم كثيراً من ربيعكم المفتعل ، أوقفوا نار مدافعكم والرصاص عن صدورنا فلم يبقى فيها الا الروح لانها من امر رب البشر ، أوقفوا الكيماوي المحترق الذي لا يبقي ولا يذر ، كفوا طوفانكم الذي لا يميز العصفور من الشجر ولا الحجر من البشر .
قتلتم دمرتم رملتم يتمتم فماذا جنيتم ، كرسيا محترق ، قصورا انتم لها مفارقون ، أموالا ستاكلها نارٌ زفيرها وشهيقها يسمع من بعد أميال من السفر . يا عرب هل ذهبت عقولكم وسلبها منكم الفرس والعجم ، ركّبتُم ربيعكم على دواليب طافت كل مدن العرب ، فماذا كانت نتائج السفر ؟ هل ذهب الظلم عن أهل العراق ، وساد العدل في ارض قذافي مثلتم به كأنه جردان خرج من تحت حجر ؟ هل أفلت الفساد من اصحاب المبارك في قاهرة العرب ام ان القات قد تخلص منه أهل اليمن ؟ هل توحد السودان والتأمت جراح باريس العرب ؟ هل أعدتم ذكريات تدمر وأخرجتم المحتل من ارض العرب ؟ هل عادت إليكم أختكم المغتصبة منذ عقود من الزمن ؟ هل دُفن الفاسدون الذين سادوا فسادا على ارض مؤته واليرموك وجيران تبوك والخُبر ؟ هل صلحت نفوس أهل ارض النفط المحترق وأصحاب النعال الخرب ؟ .

يا عرب اما آن لربيعكم الدموي ان ينتهي ، فوالله لقد تاقت النفس الى فيجة الشام وكورنيش بيروت ، الى حضارة بغداد والى آية الله في مصر التي اصبح فراعنتها تلاميذ لشياطينكم التي ازاغت ابصاركم عن خالقكم وما امر . اشتقنا لأقصى كان قبلة لكل البشر ، اشتقنا لحيفا ويافا وعكا ، اشتقنا لبغداد والبصرة ولكل المدن ، فهل يحينا الله لنرى الربيع الأخضر قبل دنو الأجل ؟








طباعة
  • المشاهدات: 26437
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم