حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,7 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25883

الموقف الروسي نحو سوريا

الموقف الروسي نحو سوريا

الموقف الروسي نحو سوريا

29-04-2013 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حماده فراعنه
الأنحياز الروسي لسوريا ، لا يعود فقط لسبب إستراتيجي له علاقة بالصراع الدولي بين المعسكرين : الروسي الصيني من جهة والأميركي الأوروبي من جهة أخرى ، والحفاظ على موقع روسيا في موانئ المياه الدافئة على شواطئ المتوسط ، وهذا سبب جوهري يكمن في دوافع سياسات روسيا وأولوياتها الدولية ، ولكنه ليس العامل الحاسم الذي يدفع روسيا ، كي تضع رهانها ، للحفاظ على نظام حزب البعث ورئيسه ورفض تقويضه ومنع سقوطه ، بل ثمة عوامل قوية لا تقل أهمية بل تزيد عن هذا العامل ، تدفع روسيا نحو مواجهة الدعم الأميركي الأوروبي للمعارضة السورية المسلحة وإفشاله ، ويقف في طليعة هذه العوامل :

أولاً : الحفاظ على أمن روسيا في الشيشان ، فالأدوات المقاتلة في سوريا ، تشكل إمداداً عقائدياً وتنطيمياً وحزبياً ، لأدوات المعارضة الشيشانية التي تقاتل في روسيا ، وبالتالي فإن إنتصار المعارضة المسلحة السورية ، يشكل رافعة فيما لو حققت الأنتصار للمعارضة المسلحة الشيشانية ضد روسيا .

وثانياً : ثمة مشروع قطري لمد أنبوب غاز من الدوحة نحو أوروبا ، يشكل أداة بديلة لأنبوب الغاز الروسي الممتد نحو أوروبا ، ووسيلة تعتمد عليه أوروبا للتدفئة وإحتياجات قطاع واسع من الصناعة ، ولهذا سيكون أنبوب الغاز القطري ، أنبوباً منافساً ، مالياً وإقتصادياً للأنبوب الروسي ، وسيترك أثره السياسي في إضعاف النفوذ الروسي على أوروبا . ومن هنا يمكن تلخيص حصيلة العاملين ، عاملي الأمن الداخلي الروسي في الشيشان ، وأنبوب الغاز ، هما العناونين الأساسيين اللذين ستنعكس أثارهما على العامل الثالث ، وهو إضعاف النفوذ الروسي وتقليصه دولياً .

تقول موسكو لأصدقائها ، لقد خطفت واشنطن كل من العراق وليبيا في غفلة من اليقظة الروسية وهذا لن يتكرر ، لا في سوريا ولا في غيرها ، وسيبقى التوازن والتفاهم والشراكة هو أساس العلاقات الدولية ، وهذا ما حصل بشأن سوريا في بيان جنيف ، والذي شكل أساساً صالحاً للحل ، وسيكون عنواناً للحل ، ولن يبقى الرهان على الحل العسكري بين الطرفين المتصارعين في سوريا وعلى أرضها هو العنوان .

ولذلك يمكن الحديث عن ثلاثة عوامل ، إذا وقع أحدها سيؤدي إلى تغيير السجال القائم على الأرض بين النظام والمعارضة المسلحة :

الأول : إنشقاقات كبيرة ملموسة في بنية المؤسسة العسكرية ، تجعل الجيش فاقداً للمبادرة التي يملكها حالياً . والثاني هو : وحدة قوى المعارضة بشكل يؤدي إلى تماسكها وإمتلاك قدرتها على إتخاذ زمام المبادرة وهي ما تفتقده حالياً . والثالث يتمثل بتغيير الموقف الروسي ، بما يسمح للولايات المتحدة ويوفر لها الغطاء للتدخل العسكري كما حصل في العراق وليبيا ، وفي غياب هذه العوامل أو أحدها ، سيبقى الصراع سجالاً بدون تغيير إستراتيجي لصالح أحد الطرفين .


h.faraneh@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25883
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم