حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19291

ما يفعله نوابنا مؤلم في حق الوطن والمواطن وأنفسهم

ما يفعله نوابنا مؤلم في حق الوطن والمواطن وأنفسهم

ما يفعله نوابنا مؤلم في حق الوطن والمواطن وأنفسهم

13-11-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 تعود بي الذاكرة إلى الأسابيع القليلة التي سبقت انتخابات 2007 حيث كان نوابنا يزورون الناس ، ويقبلون وجوههم ، وتصدر الأغاني الوطنية من سماعاتهم، وكان يخيل لي  أنهم لا ينامون الليل ولا يأكلون لطعام وهم مشغولون في هم كل مواطن !!!و ما عليك سوى أن تتلقى وعودا وحلولا وبكاءا ... وبعد يوم من ظهور الانتخابات اختفى كل هذا من ساحاتنا !!!

  بعد جدل وغضب كبير حول مجيء نواب المجلس وتقييم أداءهم  يدور جدل طويل حول بقاء رئيس مجلس النواب القابض على كرسي الرئاسة منذ عشر سنوات أو إبعاده من الداخل بعد حشد كبير من نواب مخضرمين دعموا المرشح عبد الكريم الدغمي ، بعد أن ضاق صدرهم برئاسة الباشا عبد الهادي المجالي للمجلس لعشر سنوات وسياسته الاستفرادية وعدم إرادته بنفع المجلس وإدارته بعقلية عسكرية استبدادية ليس لغيره قرار،سيما بعد اعتراض السرور و الدغمي وبسام حدادين ودولة الروابدة على سيطرة كتلة التيار الوطني بالتحكم في المجلس وما قدمته من نتائج باتت واضحة.

   فقد أحرج المجلس الأخير الكثير من النواب الأقوياء في ضعف أداءه وشدة النقد الموجه له ، فيما استمتع النواب الضعاف والجدد في هذا الأداء تطبيقا لشعار الموت مع الجماعة رحمة . فما  ما حدث في هذا الشرخ بين المجلس والشعب كسر أشياء كثيرة ، لم تكن في فكر الباشا الذي لم يتحرك يوما سوى لتقوية وضعه كرئيس وتثبيت حقيبة وزارية لابنه سهل، فيما تجنب محاربة  سمعة المجلس  أو وضع حدا للهجوم على   نوابه من نقد في مناطقهم خاصة وعلى مستوى المملكة عامة ، وهذا مأخذ كبير على رئيس المجلس الذي قدم كل ما بوسعه لإرضاء الحكومة تحالف وتوفير ترسانة سياسية لحمايته في مقابل مكاسب فردية لم يحصل المجلس سوى على اليسير منها .

 في حديث هاتفي مع أحد نواب المجلس أخبرني سعادة النائب أن الحكومة تعمدت تشويه سمعة النائب وذلك بعد زجه بقضايا منح  الحج، وإعفاءات الجمرك، وطلب زيادة الرواتب والامتيازات الفردية ... فكان ردي له : أي مجلس تلعب فيه الحكومة ولماذا وضع النواب أنفسهم في بيت   الطاعة   فوجود رأس مال للنواب ليس عيبا ، وحتى دعم الحكومة له ليس عيبنا ، إنما التخلي عن الدوائر التي أعطتهم الأصوات  والأداء الضعيف لنسبة كبيرة من نواب المجلس ، بحيث نسي الشعب أسماء بعض النواب عندما اخذوا غفوة طويلة لمدة سنتين ، فلا رقابة ولا تشريع ولا حضور شعبي ولا خدماتي ولا سياسي واظن أنهم أنفسهم لا يعرفون ماذا يفعلون تحت المجلس.

      اليوم يتهرب الكثير من النواب حضور الجلسات العامة ، فلم يعد وجودهم مقبول حتى بين داعميهم، فقد فشلوا بتحقيق وظائف ودعم مالي في مناطقهم ويكتفون بزيارات شخصية باهتة وضعيفة   لا تسمن ولا تغني من نقد واسع لأداء ضعيف يلاحق النواب ، سيما في المناطق العشائرية التي ارتضت ما سمي بنائب الخدمات ، ولتأتي الصدمة أنهم لم يقدموا خدمات عامة ولا خاصة وحتى ولو زيارات عابرة .

    يشعر الكثير من المواطنين أنهم خدعوا حتى ممن باعوا أصواتهم ، أو قدموا ضريبة ذوي القربى ، ف ضنك الحياة جعلهم يشعرون بندم كبير وأسى لحال مجلس ترك المواطن في غياهب القوانيين،ورفع الأسعار  وتخلى عن العين الرقابية التي لا تنام ولا تغفو وانشغلوا في زيادة راتب أو بعثة حج أو الاقتتال على كرسي رئاسة .

حسب توقعي أن المواطنين غير معنيين في تغير الرئيس أو مدى دعم الحكومة له   إنما أنهم غير آبهين في هذا المجلس أصلا ويتمنون من الله ان تنتهي أيامه أو يتم حل المجلس نهائيا ، فلم يتبق للكثير من النواب سوى المستفيدين أو الذين حظوا بالوظائف القليلة جدا التي حصل عليها النواب ، وبعض المقربين جدا من النواب أو الذين لا يغرب بهم سوى سعادة النائب وليس لهم مكانا غير في بعض الكراسي القليلة في مكتب سعادته .

ما يدمي القلب توجه بعض النواب للتنظيف وتمهيد الساحة الانتخابية عبر تجميع بعض المواطنين الذي يثيرون الشغب والتهديد لمن  ينقد النائب معتمدين على وساطة النائب " أي الاعتداء علينا والكفالة عليك " وهذا ما يجب أن يضع له الحكام الإداريين والأجهزة الأمنية حدا  له لأنه قد يثير مشاكل كبيرة ، فيما يلجأ نواب لنقل موظفين في مؤسسات حكومية خدماتية لعدم ولائهم لسعادة النائب وهذا ما أسميته بتنظيف الساحة الانتخابية .

هذا الكلام ليس رأيا شخصيا لي إنما كل الدراسات والاستقصاءات التي راقبت وقيمت العمل وكل ما اسمعه من الناس   حول أداء البرلمان  والسؤال الأهم في هذا الحديث أن ليس المهم تغيير الرئيس أو بقاءه إنما كيف سيعود النواب ليرشحوا أنفسهم لدورة جديدة بعد كل هذا وما سيقلون بعد كل هذا التقصير في الرقابة والبرنامج وفيمن انتخبوهم .

Omar_shaheen78@yahoo.com

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19291
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-11-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم