بقلم : محمد يونس العبادي
جاءت الضربات التي نفذها نشامى سلاح الجو الأخيرة على عصابات المخدرات في الجنوب السوري، لتؤكد يأن الأردن يقظ، ويريد إنهاء عبء سنوات على حدودنا الشمالية.

منذ اندلعت الأزمة السورية، والأردن يقدم مقاربة تلو أخرى، بدءا بالإنسانية مع سنوات الصراع الأولى، مرورا بالدفاعية لاحقا، ومع تصاعد التيارات التكفيرية، وتفاعلات الأزمة السورية، وبقي ثابتا على موقفه بألا يكون جزءا من مشهد الاستقطابات، وأن يقتصر الدور على البذل لأجل مصلحة سوريا موحدة.

واليوم، ومع تبدلات المشهد، وما يجري بجنوب سوريا، من تعقيدات جديدة، فإن ظواهر تهريب المخدرات لم تتوقف!.

بل وبتنا نسمع مؤخرًا تطورا في أساليب التهريب،من قبل تلك العصابات التي استمرأت دناءة فعلتها، حيث استخدام الدواب للتهريب، واللجوء للمسيرات والبلالين البدائية لتهريب سمومها، وبشكل شبه يومي، وهو أمر استدعى تحركا حازما.

لقد تحرك الأردن ضمن توقيته الأمني، وبما يخدم المنطقة بأسرها، لقطع يد هذه العصابات.. بضربات نفذها نشامى سلاح الجو بطريقة مدروسة تضمن القضاء على هذه الثلة المجرمة على حدودنا الشمالية.

فمنذ سنوات، ونشامى جيشنا وحرس الحدود، وهم يواصلون الليل بالنهار وعلى مدار سنوات، ولا يمر يوم دون أن نسمع بحادثة على حدودنا الشمالية، ولكن الصبر بدأ ينفد، واعتقدت بعض العصابات أن تبقى المقاربة على حالها، ولكن كان لجيشنا (حماهم الله) رأي بقطع تلك الأيادي التي تحاول النيل من شبابنا، وتريد إفساد العمران البشري، عبر تصدير هذه المادة.

لقد لاحظنا مؤخراً كم رتبت هذه المواد المخدرة أثرا في مجتمعنا، ومعها تعاظم العبء على أجهزتنا الأمنية في التصدي لها، وبما شكلته من مخاطر مجتمعية.

إن الأردن وطن قوي، وتملك قيادته من الحكمة الكثير، وفي مواقفه خاصة حيال كل ما جرى بسوريا تنبع من ايمان عميق بالقيم المشتركة وبحق سوريا في أن تأخذ دورها، وأن تتجاوز نوازل الحرب وتداعياتها، ونحن في هذا البلد قادرون على حماية سياجنا، ودعم أخوتنا نحو مستقبل مشترك.

وختاما، بوركت جهود جيشنا العربي، وأجهزتنا الأمنية، وهم يصونون الارض والإنسان، ويأدون الرسالة والأمانة في واجبهم، حماية للأردن العزيز.