سرايا - لي قريب يصغرني ببضع سنين ازدادت معرفتي به حين سفري إلى بلدي قبل ستة أشهر، وبعد الرجوع لبلد الاغتراب ظل تواصلي معه قائما، وما تواصلنا في معظمه إلا على التواصي على الحق، وقد رأيت منه صدقًا في تعلم الدين، وما أزال أعطيه، وهو -للأمانة- يلتزم بكثير مما أقول، من نحو جدول يومي فيه القرآن والأذكار، وكذلك حين أتابعه في دراسته للبكالوريا، وقد أصلحت كثيًرا مما عنده من غلو في تصوراته بفضل من الله وحده ورحمته.

غير أني ألفيت تعلّقًا شديدا في نماء وازدياد، إذ لا يصبر عني أكثر من يومين، وأنا كذلك، وعمتي مسرورة بمكالمتنا كل يوم، ولا تعد هذا التعلق مذموما، بل وتسميه حباً في الله، ولست أكذّبها، لكنني أدرى بنفسي، وبأني أرى من ابن عمتي معي ما لا أراه منه مع غيري، وأحمد الله أننا بعيدان، إذ لم أبصر ما أنا بإزائه إلا من قريب، ولست أتهمه، فهو أكثر إيمانا مني وغيرة على الدين، أحسبه كذلك، وما أبرئ نفسي، إني لأبتغي أن أتقي شرها.

من أجل ذلك، أريد تركه خوفًا من مفسدة راجحة على مصلحة مظنونة تتحصل من غير طريق، وما يعوقني أنه سريع السخط، ليس يفهم ما أرمي إليه، فإن قلت له لنغب عن بعضنا أسبوعًا، قال: لم؟ ألم يكن أبو بكر -رضي الله عنه- يلقى الرسول عليه الصلاة والسلام كل يوم؟ وإذا تعذرت بدراستي أجاب نعم، ثم ما يلبث أن يبعث لي، وأكون قبلها في شوق لرسالته لأرد عليه، ولست أرضى من نفسي هذا الذي أصابها، فأشيروا علي، لطف الله بي وبكم.

• إقرأ أيضاً : كيف أطور نفسي وأبتعد عن رفقة السوء؟
• إقرأ أيضاً : أهلي يعارضون ارتدائي للنقاب .. فما رأيكم؟
• إقرأ أيضاً : تراودني أفكار الوساوس بالانتحار .. ماذا أفعل؟