24-11-2025 08:27 AM
بقلم : م. صلاح طه عبيدات
الأردن… ليس وطنًا يُقاس بالمساحة،
ولا يُقاس بالخرائط…
إنه عهد الأرض مع الإنسان، وعهد الإنسان مع السماء.
هنا، على هذه التربة، كانت البداية… وهنا ستبقى النهاية مفتوحة،
كأن التاريخ نفسه اختار هذا المكان ليحرسه، ويجعله شاهداً على ما يكتبه الإنسان من مجد لا يزول.
على ترابه جرت معارك الإسلام الحاسمة،
انتصرت فيها الروح قبل الجسد،
وهنا رقد صحابة رسول الله ﷺ،
أولئك الرجال الذين حملوا النور على ظهورهم،
وحفروا في الأرض أسماءهم قبل أن تُكتب في السماء.
من الشمال تبدأ الملحمة:
أم قيس – جدارا، حيث الفلسفة والشعر والحلم لا يموت،
ثم أبيلا التي تتنفس عبق التاريخ،
وكابيتولياس التي تسمع صدى جنود الرومان،
وجرش التي تقف أعمدتها شامخة كجيشٍ لا ينكسر،
وعمّون – فيلادلفيا التي علمت المدينة كيف تكون قلبًا نابضًا.
حتى تصل إلى البتراء… الوردة الصخرية،
الحصن الذي صنعه الإنسان ليخبر الحجر: "لن تزيحني رياح الزمن".
لكن كل المدن، وكل الأعمدة، وكل الحجر…
يبقى ناقصًا بدون الإنسان الأردني.
الإنسان الذي يرفع رأسه حين تهتز الأرض،
ويمشي بخطى ثابتة على أرضٍ لا تُغفر سهلاً،
يحمل في عرقه تاريخًا، وفي ذهنه عقلًا، وفي قلبه ولاءً لا يلين.
هذا الإنسان لم يبن وطنه وحده…
بل حمل وطنه إلى العالم:
كوادره البشرية تشعّ في الجامعات والمستشفيات،
في المختبرات والمشاريع الكبرى،
في قلب الخليج، وفي عواصم أوروبا وأمريكا،
وفي المنظمات الدولية، ليثبت أن الإنسان الأردني هو القوة التي تتجاوز حدود الوطن.
وحين نتحدث عن القيادة…
نحن نتحدث عن اليد التي تحرس الوطن من العواصف،
عن العين التي ترى أبعد من الجبال والوديان،
عن القلب الذي يزن كل خطوة، وكل قرار، وكل حلم…
القيادة الهاشمية…
حفظت الوطن حين اهتزت الدنيا،
وجعلت من الاستقرار معجزةً،
ومن الأمن صرحًا لا يُخترق،
ومن التوازن السياسي فنًّا يُدرس.
وهكذا، يتكوّن الأردن في هذه الملحمة من أربعة أعمدة:
تاريخٌ لا يُمحى،
وإنسانٌ لا يُقهر،
وقيادةٌ تحرس المصير،
وأرضٌ لا تعرف الانحناء.
الأردن…
ليس وطنًا…
بل أسطورةٌ حية،
قصيدةٌ كتبتها الأيام،
وعلّمها الرجال،
وحفظتها القيادات،
وما زال الإنسان الأردني يرويها لكل قلبٍ يريد أن يعرف معنى الصمود.
في كل فجر يطلّ، تقول الأرض بصوتٍ مدوٍ:
"هنا بدأت المعارك، وهنا تعلّم الإنسان أن يقف،
هنا حضر الصحابة، وهنا وُلد الفخر،
وهنا ستستمر الرسالة، رغم كل العواصف."
الأردن…
وطنٌ صغير المساحة، عظيم بالحلم والمجد،
بلدٌ تُقرأ فيه التاريخ، ويُكتب فيه المستقبل،
وتُصنع فيه الأساطير،
ويعرف فيه كل إنسان أن الوطن ليس مجرد تراب…
إنه روحٌ، وعزيمةٌ، وبصمةُ أمةٍ لا تموت
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-11-2025 08:27 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||