بقلم : اللواء المتقاعد طارق الحباشنة
جاء قرار إعادة تفعيل خدمة العلم في المملكة الأردنية الهاشمية بناءً على توجيهات سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إدراكًا لأهمية هذا القانون في تنمية قدرات الشباب وتعزيز انتمائهم الوطني، وصقل شخصياتهم ليصبحوا قادرين على خدمة وطنهم ومجتمعهم بفعالية.

خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري، بل تجربة متكاملة تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني وغرس قيم الولاء والانضباط والعمل الجماعي في نفوس الشباب، وتمنحهم مهارات حياتية ومهنية أساسية تساعدهم على مواجهة تحديات الحياة العملية والاندماج الفاعل في المجتمع. كما تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتقليص الفوارق الاجتماعية من خلال جمع الشباب من مختلف مناطق المملكة وشرائح المجتمع، وتزويد الدولة بكوادر وطنية مدربة للاستفادة منها في حالات الطوارئ.

توفر الخدمة أيضًا برامج تدريبية وتأهيلية تساعد الشباب على اكتساب خبرات عملية ومهارات مهنية تعزز فرصهم المستقبلية في سوق العمل، وترسخ لديهم قيم المسؤولية والانتماء الوطني والمواطنة الفاعلة. ومع التخطيط السليم والتنفيذ المدروس، يمكن تجاوز التحديات المرتبطة بالعبء المالي والإداري وضمان العدالة في تطبيق معايير الإعفاء أو التأجيل.

باختصار، تمثل خدمة العلم الأردنية استثمارًا استراتيجيًا في الشباب، فهي تجمع بين التدريب العسكري، التنمية البشرية، التربية الوطنية، والتأهيل المهني، لتصبح رافعة لبناء جيل ملتزم، واعٍ، ومسؤول، قادر على الإسهام الفاعل في خدمة وطنه ومجتمعه.