01-11-2025 09:15 AM
														بقلم : علي الدلايكة
														استغرب ما اخذ في التعاظم في الفترة الاخيرة من زيادة في حدية الحوار والنقد وارتفاع منسوب حدية الدفاع كرد فعل معاكس على ما هو مطروح او كرد فعل على من طرح وتحدث والكل يذهب باتجاه ان يثبت صحة موقفه بالتشدد الغير محمود احيانا والذي يقود الى اصطفافات غير محمودة ايضا وتقودنا في نهاية المطاف الى الاستعانة واللجوء الى اعتبارات ليست وقتها ولا مكانها فقط لاجل الخروج بموقف المنتصر وكاننا في حرب كلامية  شعواء.... 
السنا في دولة مؤسسات وقانون تأسست على الحوار البناء الهادف الذي يستوعب الجميع  والسنا من دعاة المجادلة بالتي هي احسن والسنا ممن يقرأ في كتاب الله  ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك والسنا ممن ينادي بالبعد عن التنمر والنقد الجارح المقصود.... ولكن ما بالنا  عندما يتعلق الامر باي واحد منا ننسى كل هذة القيم والاعراف وما تربينا عليه ونقود ونوجه الاحداث بطريقة مباشرة وغير مباشرة تصعيدا ....
نحن في دولة حتما سيكون بها من هو على صواب ومن هو على خطا مقصود وغير مقصود ومن يعمل حتما ايضا فان عمله يحتمل الصواب والخطأ  ويعد صحيا ان يكون هناك من ينبري ليشير لمواطن الخلل والضعف بقصد التصحيح وهذا لا يعني كما يعتقد البعض انه خرق للقيم والاعراف ومسا بالكرامات والهيبة الشخصية فيكون الاستنفار وشحن البعض للرد بالتجريح والتقريع وياتي الرد المقابل ايضا بنفس الحجم ويزيد باستخدام اسلحة جديدة متطورة تكون اكثر شراسة بالحديث واستحضار بعض الاحداث من الماضي لتعزيز الموقف  وهكذا دواليك حتى نصل الى حالة من الفرقة واثارة الفتنة التي بدورها تاخذنا في منحنيات عدة بعيده كل البعد عن الصالح العام وبعيدة كل البعد عن ما هو مطلوب في هذة الظروف الصعبة والمعقدة وتشغلنا بانفسنا عن ما هو اكثر اهمية  ...
نحن في دولة يجب ان يعي الجميع فيها اننا جميعا شركاء في اية نتائج تكون على ارض الواقع ان خيرا فخير وان شرا لا سمح الله فشر وهذا يتطلب من المسؤول في موقعه الحصافة وتحكيم العقل وان لا تطغى العاطفة بشغفها عليه في كل خطوة يخطوها او حديث يقوله او قرار يتخذه ويتطلب ممن هم خارج المسؤولية ايضا المراقبون للمشهد عن بعد التأني والتروي والتيقن قبل الحكم ايجابا او سلبا على مجريات الامور مع اقرارنا بانه لا معصوم على وجه البسيطة بعد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم...
نحن في دولة مؤسسات وقانون دولة بحمد الله مستقرة آمنة رغم كل التحديات والمنعطفات وما يحاك لنا  في المنطقة والاقليم وهنا علينا ان نمحص وندقق في عوامل ومعززات هذا الاستقرار وكبف لنا ان نزيد من منعته وصموده وكيفية المحافظة على ديموته وعلينا ان نعي وندرك ان هذة الحالة من الاستقرار والصمود في وجه التحديات هي حالة انتجتها التشاركية والالفة والتكاملية والوعي الفكري من قبل جميع ابناء الوطن بمختلف اطيافه ومشاربه وعقود من العمل المشترك والتضحية والفداء ولا احد يستأثر لنفسه بذلك عن باقي ابناء الوطن لانه عمل جمعي قرأناه ونتائجة في كثير من الاحداث التي مر بها الوطن وهذا لم يكن ليكون لولا القيادة الهاشمية الحكيمة التي تعاملت ومنذ تأسيس الدولة الاردنية بعدالة وانصاف مع الجميع ورسخت قواعد التآلف والمحبة بين الجميع وبثت فينا ان الوطن للجميع والجميع للوطن حتى اصبح الولاء والانتماء سلوك مكتسب غير قابل للنقاش وان قوة الدولة بقوة جبهتها الداخلية المتمثلة بهذة اللوحة الفيسفيسائية التي تمتزج وتختلط بها الالوان المختلفة بطريقة لا يمكن فصلها لانها لا تقبل ذلك وان اي محاولة لذلك سيشوه صورتها وهذا هو  المعزز لمسيرة الدولة الاردنية لذلك علينا الحذر من الذين يطلون علينا بين الحين والاخر مستغلين بعض الاحداث ليركبوا فيها موجة الفتنة من منطلق جغرافي مناطقي او تاريخي مشوه او فئوي او طائفي او حزبي بغيض ويغلفون ذلك بالولاء والحب للوطن وترابه... ويجب ان يعلوا صوت الحق والحكمة بوجه كل من يوظف ما نمر به من احداث ليحقق مكاسب شخصية آنية ضيقة وكل من يعتقد واهما ان استغلال بعض الظروف في غير سياقها سيجلب له المنافع والمغانم وكل من يعتقد واهما ان الطعن والتجريح وجلد الذات وبث الشك وعدم الثقة بين ابناء المجتمع الواحد سيعود عليه بالنفع العام... مصلحة الوطن ومستقبلنا في هذا الوطن مبني على تماسكنا ووحدتنا وكيف نكمل بعضنا بعضا مع الوطن وخلف القيادة الهاشمية في مواجهة اقسى ظروف تمر علينا وعلى المنطقة وان نتائجها لن تفرق بين هذا وذاك ولن تتجاوز هذا باتجاه ذاك وعلينا ان لا نحمل الوطن فوق ما يحتمل وفوق طاقته وعلينا ان نترك لجلالة الملك فسحة للاشتباك مع القضايا المفصلية والتي ترسم مستقبل الوطن ووجوده على الساحة السياسية والدولية لا ان نشغله في قضايا ثانوية يمكن تجاوزها بشيء من الحكمة والعقلانية والتروي وبعد النظر
													
| 1 - | 
													 
														ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
													 
												 | 
												
													01-11-2025 09:15 AM
													 سرايا  | 
											
| لا يوجد تعليقات | ||