03-11-2025 09:41 AM
بقلم : مصعب عليوة - يعيش الشارع الأردني منذ أمس حالة من الصدمة، بعد أن كشف الزميل عامر الرجوب عبر برنامجه الإذاعي "بصوتك مع عامر" عن المعاناة الصعبة التي يعانيها أهالي منطقة البربيطة في محافظة الطفيلة، وتتمثل بعدم وجود مياه صالحة للشرب.
والصادم أن ما بثّه الزميل عامر الرجوب كان هدف دفع الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة المياه والري، للتحرّك العاجل للنظر في حال أهالي القرية بشكل عام ووضع فلاتر لإيصال المياه النظيفة بشكل خاص، لكن المرير في الأمر كان اتصال الناطق الإعلامي باسم الوزارة، عمر سلامة، بتصريحات لا تُصدَّق.
وجاء في تصريحات سلامة المثيرة للجدل: "أنا مستعد إني أبعث قلنين مي بالبكب تبعي وأروح أودي لهم ميّ، ما عندي مشكلة". هذا التصريح أثار غضب الرجوب الذي رد قائلاً: "أهالي المنطقة ما بيستنوا حد يتمنّن عليهم".
ولاحقاً، وبعد أن طُرح وجود متبرع إماراتي يُقدّم عشرة آلاف دينار لتركيب فلتر لإزالة الشوائب من مياه البئر، رد سلامة بشكل ساخر حين امتعَض الرجوب من انتظار الوزارة لمتبرع لتنفيذ المشروع: "طيب دَبّرهم أنت العشرة آلاف من عندك"، فكان رد الرجوب: "يبشروا".
وأضاف سلامة أن "الوزارة جاهزة لإيصال المياه إلى قرية البربيطة الواقعة قرب سد التنور بين محافظتي الطفيلة والكرك، شريطة استكمال الأوراق القانونية وإذن الأشغال المطلوب وفق القانون". وأوضح أن الوزارة "لا تستطيع تجاوز القانون"، مشيراً إلى أن "أي إجراء له أثر مالي أو إداري يجب أن يتم وفق الأصول القانونية وإلا سنُحاسَب عليه"، وأنه يشترط توافر الوثائق اللازمة لضمان المساءلة والشفافية.
وأكد سلامة أن الوزارة لم ترفض أي تبرع لإيصال المياه إلى القرية، وأن الوزير رحّب بالمستثمر الراغب بالمساهمة في المشروع، لكنه طُلب منه استكمال الإجراءات والأوراق لتغطية المشروع بشكل رسمي، موضحاً أن "الوزارة مستعدة لتسريع التنفيذ فور استكمال المطلوب". وكشف أيضاً أن نتائج فحص مياه الشرب في قرية البربيطة جاهزة، إلا أن "أصحاب الشأن في المنطقة لم يتواصلوا معنا لاستكمال الأوراق المطلوبة".
الغريب في الأمر أن تصريحات سلامة أيضًا تحدّثت عن "اختفاء" المتبرع الإماراتي، ليخرج اليوم مع الزميل عامر الرجوب ويكشف أنه تقدّم بطلب لتنفيذ هذه المبادرة بتاريخ 15/9/2025، إلا أن الإجراءات بقيت عالقة في وزارة المياه التي لم تُصدر حتى الآن ردًّا على طلبه للبدء بتنفيذ المبادرة لأهالي البربيطة وتركيب فلتر المياه. وهنا يبدو جليًا للجميع أن المتبرع الإماراتي موجود ولم يختفِ يا عمر سلامة.
ختامًا، كيف يظلّ المسؤول الأول عن ملف المياه م. رائد أبو السعود يدور في حلقة الإجراءات الورقية بينما تُعاني قرية بأكملها من عطش ومياه غير صالحة؟ المواطنون لا يريدون بيانات تُعدّ لاحقاً ولا وعوداً تُؤجل؛ يريدون ماءً نظيفاً الآن، فالتشدّد الصوري بحجة "الورق" تجاه حياة البشر ليس تبريراً مقبولاً.
اما تصريحاتك يا عمر سلامة لم تكن مجرد زلة لسان، بل تكشف عن ازدراءٍ واضح لمعاناة المواطنين، السخرية من عطش الناس والاعتماد على "دبرهم أنت" في موضوع حياة أو موت تُظهرك لا كحارسٍ للمصلحة العامة بل كمن يُبرّر التخبط الإداري. مطلوب منك موقف مسؤول، اعتذار صريح، وتحويل الكلام إلى أفعال ملموسة—أو الرحيل عن موقعٍ لا يليق بمن يظن أن مياه الناس تُحلُّ بالنكات.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2025 09:41 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||