21-10-2025 08:32 AM
بقلم : ا. رنا عياش
تابعت تعليقات المختصين والناس حول أحداث العنف الجامعي، خصوصا ما جرى في الجامعة الأردنية. وقد كان معظم الآراء ضد هذه الظاهرة التي تسيء حتى إلى سمعة الطلبة الخريجين. لقد تأثرت كثيرا باتساع المشهد، فهذه الجامعة عزيزة علينا جميعا، ولها أثر علمي يمتد عبر أجيال. كما أن طلاب الجامعات هم نخبة الوطن وقياداته المستقبلية في مختلف مسارات العمل الأكاديمي والمجتمعي.
ومع رفضي المطلق للعنف، فإنني أيضا ضد خطاب العقاب الشديد والتهجم وردات الفعل المتسرعة قبل دراسة الظاهرة وفهم أسبابها، حتى نتمكن من علاج جذورها نهائيا ومنع تكرارها. ورغم أن العنف الجامعي قد تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن الواجب يقتضي إنهاءه تماما في أماكن خصصت للعلم والدراسة وبناء المعرفة والانسجام بين مختلف الطلبة فكريا واجتماعيا.
ولمن يسأل عن الحلول، فإنني أرى أولا أن مكافحة العنف يجب أن تشمل جميع مناحي الحياة لا الجامعات وحدها. كما أدعو إلى فهم الأسباب المحرضة والمؤدية إلى هذه السلوكيات، بالتوازي مع عقد محاضرات توجيهية للطلبة فور دخولهم الجامعة، تبين لهم أن العنف يهدر مستقبلهم ويضعهم في مواجهة القانون بلا جدوى. لكنني أكرر إصراري على معالجة الأسباب العميقة التي أوصلتنا إلى هذه المشاهد المؤسفة، بعيدا عن اختزال القضية بحادثة واحدة فقط.
إن العلاج أهم من الكي؛ فهؤلاء أبناءنا ويجب أن نكون معهم لا ضدهم. نريد حلا للمستقبل، لا استعراضا للحظة الراهنة. لذلك أدعو إلى جلسات حوارية متعددة الأطراف تجمع: القضاء، والأمن العام، وإدارات الجامعات، والطلبة، لوضع حلول جذرية تحمي جامعاتنا وتعيد لها مكانتها كبيئة آمنة للعلم والمعرفة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2025 08:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |