21-12-2025 12:05 AM
سرايا - تفجرت في مدينة أجدابيا الليبية واقعة مأساوية تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في فك حصار طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، ظل أسير غرفة مهجورة لعقد كامل من الزمن.
هذه الجريمة التي صدمت الرأي العام، لم تكن خلف أسوار سجن، بل كانت بيد من يفترض أن يكون ملاذه الآمن؛ والده.
عقد من الاحتجاز في حظيرة دواجن
بدأت خيوط الفاجعة تتكشف حين وردت معلومات دقيقة إلى فرع جهاز المباحث الجنائية في أجدابيا، تفيد بتعرض الطفل "قصي" من مواليد 2015 لمعاملة وحشية ومهينة للكرامة البشرية.
وبعد عمليات تحر مكثفة، داهمت قوة أمنية الموقع لتجد الصغير قابعا في غرفة ملحقة بحظيرة دواجن خارج نطاق المنزل الرئيسي. وفقا للبيانات الرسمية، فإن الضحية لم يبصر نور الشمس منذ طفولته المبكرة، حيث عزل عن العالم تماما في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
لعل الأكثر ذهولا في هذه القضية، هو ما كشفت عنه التحقيقات الأولية بشأن هوية الأب؛ إذ تبين أنه رجل متعلم يتبوأ منصبا في أحد المرافق التعليمية. هذا التناقض الصارخ بين دوره كمرب وأكاديمي وبين سلوكه الانتقامي تجاه فلذة كبده، أشعل موجة من الاستنكار العارم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تماؤل التساؤلات حول كيفية غياب الرقابة الاجتماعية طيلة هذه السنوات.
سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
فور تحريره، نقل "قصي" إلى مستشفى "المقريف" في حالة صحية ونفسية وصفت بالحرجة جدا جراء الإهمال المزمن وسوء التغذية والعنف. ويخضع الصغير حاليا لبرنامج رعاية طبية فيزيائية ومتابعة نفسية دقيقة، في محاولة لتر ميم ما حطمته سنوات القهر.
هذه الواقعة تدق ناقوس الخطر حول ضرورة تفعيل قوانين حماية الطفل وتسليط الضوء على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم المستترة خلف جدران الصمت.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2025 12:05 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||