سرايا - أسدل القضاء الأميركي الستار على واحدة من أبشع الجرائم العائلية التي هزت الرأي العام، إذ أصدرت المحكمة حكما حاسما يقضي بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط على المدعى عليه بريان والش، بعد إدانته رسميا بارتكاب جريمة قتل عمد من الدرجة الأولى راحت ضحيتها زوجته "آنا"، في مأساة تضمنت تفاصيل مروعة تتعلق بطريقة التخلص من الجثمان.


وفي حيثيات جلسة النطق بالحكم التي عقدت الخميس، وصفت القاضية ديان فرينيير الأفعال التي أقدم عليها الجاني بـ "الهمجية"، خاصة إقدامه على تقطيع جثة زوجته بعد قتلها في الأول من يناير 2023، معتبرة أن العقوبة القصوى هي الجزاء العادل لهذا الفعل الشنيع. وجاء هذا القرار بعد لحظات مؤثرة عاشتها قاعة المحكمة أثناء الاستماع لبيان عاطفي ألقته ألكساندرا ديميترييفيتش، شقيقة الضحية، حيث نعت أختها واصفة إياها بالمرأة "البريئة والمميزة"، معربة عن ألمها العميق لحرمان الأطفال الثلاثة من حنان الأم ونشأتهم يتامى جراء هذه الجريمة.

وكانت مجريات المحاكمة قد كشفت عن محاولة دفاع المتهم التنصل من تهمة القتل العمد؛ إذ اعترف والش بأنه تخلص من جثة زوجته برميها في حاويات القمامة، لكنه تمسك برواية ادعى فيها أنه لم يقتلها، زاعما أن وفاتها حدثت بشكل طبيعي أثناء نومها. إلا أن هيئة المحلفين لم تقتنع بهذه الحجج، وقررت إدانته بجميع التهم المنسوبة إليه بعد النظر في الأدلة.



ولم يقتصر الحكم على السجن المؤبد فحسب، بل قضت المحكمة بإضافة عقوبات أخرى لتكون رادعة، شملت السجن لفترة تتراوح بين 19 و 20 عاما بتهمة الكذب على الشرطة وتضليل العدالة، بالإضافة إلى حكم آخر بالسجن بين سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات لجريمة التخلص من الجثة بطريقة غير مشروعة.


وقد وجهت القاضية توبيخا شديد اللهجة للمدان، محملة إياه مسؤولية إضاعة آلاف الساعات من موارد التحقيق والجهد الأمني بسبب سلسلة الأكاذيب التي ساقها.


يشار إلى أن الضحية، وهي أم لثلاثة أطفال، كانت قد اختفت في ظروف غامضة يوم رأس السنة لعام 2023. وخلال جلسات المحاكمة، التزم والش الصمت ولم يدل بشهادته، كما امتنع فريق دفاعه عن استدعاء أي شهود لنفي التهم.


ومن المقرر أن تنفذ هذه الأحكام الجديدة بالتزامن مع حكم سابق كان قد صدر بحقه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، على خلفية إدانته في قضية احتيال تتعلق ببيع لوحات فنية مزيفة للفنان العالمي أندي وارهول.