27-09-2025 04:12 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
هناك لحظات تمرّ في حياة الإنسان، تُعيد ترتيب المشاعر وتستحضر من أعماق الذاكرة صوراً ظلت ساكنة في القلب حيث لحظة لقاء معالي الأستاذ باسل الطراونة منسّق حقوق الإنسان السابق في المملكه الأردنية الهاشمية ، مع معلمته أيام الطفولة خلال استضافته في برنامج " حلوه يا دنيا " كانت إحدى هذه اللحظات النادرة التي تنبض بالإنسانية والوفاء.
لم يكن اللقاء مجرد مصافحة بين تلميذ ومعلمته بل كان استدعاء لجذور الرحلة، وللأرض الأولى التي غُرست فيها بذور القيم والمعرفة. بدأ معالي ابو ابراهيم في تلك اللحظة إنساناً قبل أن يكون مسؤولاً أو شخصية عامة، فامتلأت عيناه بالدهشة والحنين ودمعه تحاول أن تتوارى ، وكأن الزمن تلاشى ليعيده طفلاً يجلس على مقاعد المدرسة، ينصت لصوتها ويستمد من كلماتها الثقة والعزيمة.
المشهد كان عميق الدلالة، ليس على المستوى الشخصي فقط، بل على المستوى الوطني أيضاً. فالرجل الذي عمل سنوات طويلة في خدمة قضايا حقوق الإنسان، لم ينسى الإنسان الأول الذي ساهم في تشكيل وعيه وصقل شخصيته معلمته إنّ ذلك الاعتراف الصادق يختصر فلسفة كاملة مفادها أن جذور النجاح تبدأ من التعليم، وأن وراء كل إنجاز وجائزة ومسيرة مهنية، أيادٍ بيضاء غرست القيم منذ الطفولة.
لقد تجلت في ذلك اللقاء رسالة مؤثرة لكل الأجيال أن الوفاء للمعلم ليس ترفاً ولا لحظة عابرة من الحنين، بل هو اعتراف أصيل بأن التربية والتعليم هما البذرة التي تنمو منها مسيرة الأمم.
كان " معالي ابو ابراهيم " وهو يتحدث بعاطفة جياشة، يرسل إشارات صامتة بأننا مهما علت مناصبنا أو تباعدت خطواتنا في الحياة، يبقى للمعلم مكانة لا يوازيها شيء.
أما قناة رؤيا وبرنامج " حلوه يا دنيا " فقد قدّما من خلال هذه المبادرة صورة حقيقية للدراما الإنسانية التي تعكس وجه الأردن الأصيل بلد الوفاء، والذاكرة الحيّة، والعلاقة المتينة بين الأجيال.
إنّ لحظة " معالي ابو ابراهيم" مع معلمته لم تكن مشهداً تلفزيونياً عابراً، بل كانت درساً جديداً في الإنسانية. فقد أكّد من خلالها أن الإنسان هو القيمة الأولى والأخيرة، وأن كل المناصب والمسؤوليات لا تساوي شيئاً إذا لم تبنى على أسس المحبة والوفاء والاعتراف بالفضل.
هكذا، أعادنا ذلك اللقاء إلى المعنى الحقيقي للقدوة، وأثبت أن مشاعر الطفولة الصادقة لا تُمحى مهما مرّت السنين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-09-2025 04:12 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |