بقلم : نضال أنور المجالي
في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، تتجلى حنكة الدبلوماسية الأردنية من خلال لقاءات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مع قادة الكونغرس الأمريكي. لم يكن حضوره مجرد بروتوكول، بل كان صوتًا مدويًا للحكمة والاعتدال في خضم التوترات المتصاعدة في المنطقة.
لقد حمل سموه رسالة واضحة وصريحة: السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل الإجراءات الأحادية والتطرف. حذّر سموه من أن هذه الممارسات الإسرائيلية تقوّض أي فرصة حقيقية للسلام، وتصب الزيت على نار التطرف في المنطقة، وهو ما يؤثر على الجميع.
لم يكتفِ سموه بالتحذير، بل دعا إلى خطوات عملية وملموسة. شدد على ضرورة وضع حد فوري للمأساة الإنسانية في غزة، والعمل على تخفيض التصعيد في الضفة الغربية. هذه الدعوات ليست مجرد كلمات، بل هي صدى للموقف الأردني الثابت الذي يضع الشعب الفلسطيني وقضيته في صدارة أولوياته. وقد أكد سموه التزام الأردن المستمر بتقديم الدعم اللازم للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في غزة.
لقاءات سموه مع قامات مثل السيناتور جيمس ريش والسيناتور جين شاهين والسيناتور كريس فان هولين لم تكن عابرة، بل كانت فرصة للتأكيد على عمق الشراكة الأردنية-الأمريكية. كما أشاد سموه بمواقفهم الداعمة لوقف الحرب، وهو ما يعكس التقارب في الرؤى بشأن ضرورة إنهاء العنف وإعادة الاستقرار للمنطقة.
ولم يقتصر حديث ولي العهد على القضايا السياسية الساخنة فقط، بل تطرق إلى رؤية الأردن للمستقبل. ناقش سموه مشاريع التحديث الطموحة، مثل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، الذي يركز على توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة الرقمية. هذه المبادرات تؤكد أن الأردن لا يواجه تحديات الحاضر فقط، بل يبني جسورًا لمستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
في كل لقاء، من الحديث عن الأمن والاستقرار إلى التعاون الاقتصادي ورؤية التحديث، أظهر سمو ولي العهد قيادة فذة ورؤية شاملة. إنه يمثل جيلًا جديدًا من القادة العرب، يجمع بين الحنكة السياسية، والتركيز على التنمية، والالتزام بقضايا الأمة. حضوره في واشنطن لم يكن مجرد تمثيل، بل كان تأكيدًا على دور الأردن المحوري كصوت للحكمة والاعتدال في منطقة مضطربة.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي