03-09-2025 03:20 PM
بقلم : م. صلاح طه عبيدات
منذ مطلع العام الدراسي، ما تزال وزارة التربية والتعليم تَعِد وتَعِد، كغيومٍ تظلّل السماء ولا تمطر، ككلماتٍ تُقال ثم تتلاشى قبل أن تتحول إلى واقع ملموس. وكأنها تراهن على أن صبر الأهالي أقصر من زمن إنجاز الملفات على المكاتب.
قضية طلبة الصف الخامس في يبلا – الكفارات ليست معضلة كبرى ولا لغزًا عسيرًا، إنما هي مجرد فاصل يحمي عالم الطفولة البريء من صخب المراهقة، وضمانة بسيطة تحفظ للطفل خصوصيته وطمأنينته. ومع ذلك، بقيت الطفولة أسيرة وعودٍ مؤجلة.
أما آن للمسؤولين أن يدركوا أن براءة الأطفال إذا أُهملت صارت ندبة في الذاكرة؟ ألا يعلمون أن كل يوم يمرّ بلا حل هو درس قاسٍ يتعلمه الأطفال قبل أن يتعلموا القراءة والرياضيات؟
هل كانت التصريحات مجرد محاولة لتهدئة الرأي العام؟ أم أن الزمن تُرك ليمحو أثر الوعود شيئًا فشيئًا؟
القضية لا تحتاج إلى لجان مطوّلة ولا إلى موازنات معقدة، بل إلى قرار واضح: غرفة تليق بالطفولة، فاصل يحمي الخصوصية، ومرافق تصون الكرامة. لكن البيروقراطية ما زالت أثقل من أن تُفسح الطريق أمام أبسط حقوق الصغار.
لقد تعلّق الأهالي بأمل حين زار مدير التربية الدكتور زياد الجراح ورئيس مجلس التطوير التربوي الدكتور أكرم عبيدات المدرسة، وأعلنا نية بناء غرف جديدة، لكن الأمل سرعان ما تلاشى كسرابٍ يلوح من بعيد.
يا وزارة التربية والتعليم، إنكم لا تتعاملون مع أوراق إدارية، بل مع مستقبل وطن بأسره. أنتم أمام امتحان حقيقي: إمّا أن تنجزوا فتكتبوا أن هذا البلد يصون براءة أطفاله، أو تبقى القضية أسيرة دائرة من الوعود المؤجلة.
فالطفولة ليست بندًا في خطة، ولا رقمًا في إحصاء، إنها زمن لا يُستعاد. وكل يوم يمضي بلا حلّ هو خسارة لا تعوض في رصيد الوطن.
فهل تكتبون التاريخ بالفعل، أم تتركون أبناءنا معلّقين بين الانتظار والوعود؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-09-2025 03:20 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |