بقلم : علي الدلايكة
العلم يحتل رمزية وقدسية عالية لدى جميع الأردنيين وهذة الرمزية أتت من خلال تربية وطنية اسرية ومجتمعية وتعليمية ومن خلال ما تولته بعض الجهات والمؤسسات الوطنية من ترسيخ وتجذير الوعي والانتناء الوطني ومن خلال ما رسخته القيادة الهاشمية الحكيمة من حكم رشيد بني على الثقة المتبادلة بين الشعب والقيادة حتى أصبح سلوكا فطريا عفويا ينبع ويصدر بشعور ودافع داخلي ذاتي بعيدا عن المؤثرات والمحفزات والتي لا تستدعي الحاجة لها لإظهار هذة الرمزية والمكانة والمعاني السامية للعلم في نفوس الأردنيين...
جميل جدا ان يتم تنظيم عملية رفع العلم على الدوائر الحكومية وعلى المؤسسات الرسمية والخاصة وعلى المباني وبشكل يحفظ هذة الرمزية ويعظمها وبحيث تظفي مظهرا جماليا ساحرا ماديا ومعنويا وأن تبقى مقرونة بالدافع العفوي والفطري لها ....وهنا يجب ان لا يغيب عن بالنا اننا للأسف ما زلنا نرى بعض المشاهدات التي تمس هذة الرمزية وقدسيتها ومن على الدوائر الحكومية والخاصة وبصورة تبعث على الاستهجان حيث أن جميع من يعملون في هذة المواقع يشاهدون ذلك بشكل يومي او انهم لا يأبهون بأن يحرصوا على هذة المشاهدة الخاصة والمميزة بالوقوف امام العلم تعظيما واحتراما والتي يجب أن تكون بشكل يومي ومن ابجديات البدء واستهلال واستفتاح برنامج العمل اليومي والنظر بتأمل يظهر المحبة الصادقة والانتماء الخالص ومن قبيل التعلق بهذة الرمزية ودلالاتها بأن تكون وتبقى بأحسن حالها والذي من شأنه ان يكون مصدر للاقتداء الحسن للجميع ونتناقله جيلا بعد جيل.... وهل سنكون جميعا شديدي الحرص على الانتباه والمحافظة على هذة الرمزية وقدسيتها بالهيئة التي تحفظ هيبتها ام اننا سنكون امام حالة من التفاوت في الاهتمام ويصبح هناك حالة غير مرضية في ظاهرها تحتاج الى التدخل ولو لاغراض لفت الانتباه سواء تم ذلك من المهتمين المنتمين او من المعنين المنتمين كذلك ولكن دون أن يقودنا إلى الخوض في جدل قد يجرنا إلى الانحراف عن الغاية والهدف... وان يكون ما اقره قانون نظام الابنية من وجوب ان تكون هناك سارية للعلم في كل بناية جديدة هو لتعزيز رمزية الدولة الاردنية وهو العلم بأن يبقى خفاقا مرفوعا عاليا ...
وهذا يتطلب ايضا إلى ضرورة ترسيخ الوعي الوطني بشتى صوره وأشكاله وبشتى الطرق والاساليب وان تتولى الجهات المعنية برنامجا للتوعية الوطنية لشبابنا يتضمن تاريخ الدولة الاردنية وما قدمت وما واجهت من تحديات وكذلك التوضيح والتطرق لنظام الحكم الهاشمي الرشيد وكيف انه قاد الدولة الاردنية منذ الثورة العربية الكبرى وتاسيس الإمارة إلى استقلال المملكة الاردنية الهاشمية وما تخللته مسيرة الدولة الاردنية حتى يومنا هذا من تحديات ومنعطفات خرجنا منها في كل مرة بقوة اكثر واعظم مما سبق وكيف كانت الدولة والقيادة الهاشمية منحازة لهموم الوطن والأمة