بقلم : علي الدلايكة
نقترب من استحقاق نيابي ثاني الذي يتمثل في انتخاب رئيسا للمجلس وانتخاب اعضاء المكتب الدائم ورؤساء اللجان في المجلس ويرافق ذلك حراكا نيابيا موسعا ليس بين الاحزاب فحسب لا بل بين اعضاء نواب الحزب الواحد وقد يكون ذلك صحيا ان كان من قبيل الثقة بالنفس والمقدرة على إدارة المشهد وليس أن يكون من قبيل إثبات الوجود او للتناكف او لعقد بعض الصفقات وهذا يتطلب من المترشحين عرض تصور واضح لكل مرشح عن طبيعة المرحلة القادمة وكيفية وجوب التعاطي معها سيما وانها تتسم بالسخونة والحدية والتحديات الداخلية والخارجية والكثير من الخلط في الاوراق التي تحتاج إلى اعادة تنظيم والكثير من الاولويات الداخلية التي تحاج الى اعادة ترتيبها من الاهم الى المهم والتي طفت على السطح نتيجة لبعض مستجدات الاحداث الاخيرة من حيث جماعة الاخوان المسلمين وكيف ستكون وستؤول العلاقة بينهم وبين حزب جبهة العمل الاسلامي وهل ستظهر لنا لاحقا بعض الارتباطات والوقائع التي قد تكون سبب في تغير شكل المشهد النيابي تحت القبة من حيث التشكيل... وليس اقل اهمية كيفية تفعيل العمل الحزبي النيابي وافاقته من سباته لينهض ويتطلع بمسؤولياته المجتمعية والوطنية في خضم هذة الاحداث وتلاطم الامواج وخصوصا تهديدات وتصريحات اليمين اليهودي المتطرف والتي لا تخيفنا ولكنها تتطلب منا وتحثنا على الانتباه والحذر من بعض التداعيات التي قد تحدث ممن يستغلون ويتربصون بنا ....كل ذلك وغيره الكثير يتطلب ادارة برلمانية حصيفة يقظة قادرة على ادارة الدفة تحت القبة بذكاء وروية وحنكة وحكمة لا تستفز ولا تُستفز حازمة لا تكسر ولا لينة فتعصر ويحتاج كذلك مكتب دائم ورؤساء لجان قادرين على استيعاب كل هذة الارهاصات الداخلية والخارجية ويكونوا قادرين على توظيف العمل والأداء النيابي تحت القبة وخارجها بما يخدم الوطن وصالحه العام .....موقع رئيس المجلس والمكتب الدائم واللجان في هذة الظروف يجب أن يكون بعيدا تحقيق البرستيج الشخصي او تحقيق واثبات الذات الشخصية لأننا والوطن بحاجة إلى من يعزز الموقف ويزيد مناعته وصلابته تشريعيا ورقابيا ومجتمعيا والذي بدوره أن يزيد من صلابة وقوة ومتانة الجبهة الداخلية وهذا هو غايتنا وهدف الجميع شعبيا ورسميا وهذا يتطلب من الاحزاب أن تتعامل بجدية غير مسبوقة مع هذا الاستحقاق وبدرجة عالية الحساسية من الاهتمام وان تبتعد عن الأنا وان تكون واقعية منطقية في التعاطي مع ذلك فالمغامرة في ذلك لا تجدي نفعا وان اية سقطة او جنوح عن المسار الصحيح سيكلفها الكثير في مسارها ومستقبلها الحزبي والسياسي وعلى جميع الاحزاب أن تعي وتدرك ان هذا الاستحقاق هو الاختبار الثاني لها سياسيا حزبيا وشعبيا فما عليها الا التروي والتيقن من اية خطوة ستخطيها وهي فرصة لاعادة رسم الثقة بالحياة الحزبية برمتها والتي شابها الكثير فيما مضى وهي بأمس الحاجة لذلك لتحقيق الديمومة والاستمرار وان تنتقل الى استحقاقات قادمة قريبة وهي الانتخابات البلدية واللامركزية وحسب ما سيقر في مشروع قانون الادارة المحلية الجديد ... وقد قيل قيس قبل ما تغيص