29-06-2025 10:54 AM
بقلم : آية محمود رزق
لماذا ترفض بعض الفتيات العيش في بيت العائلة بعد الزواج
في زمن تغيّر فيه كل شيء… من المفاهيم إلى المبادئ، أصبحت بعض الفتيات تتعامل مع الزواج وكأنه نزهة مشروطة، أو صفقة مشفوعة بامتيازات خاصة. أول شرط يُطرح: "مش هعيش في بيت عيلة!" وكأنها تُهدَّد بالذل أو تُقاد إلى التضحية بمستقبلها، بينما الحقيقة أن بيت العائلة لم يكن يومًا عيبًا، بل هو اختبار حقيقي لمدى استعداد المرأة للحياة بكل ما فيها من مسؤوليات، لا رفاهية فقط.
بيت العائلة ليس قيدًا… بل مرآة لنضجك
بيت العائلة، في ثقافتنا العربية، هو مؤسسة ممتدة؛ فيها الأصالة، والترابط، والامتداد الطبيعي لروح الأسرة. من ترفضه لمجرد الاسم، فهي لا ترفض الجدران، بل ترفض الانتماء، وترفض فكرة أن تكون جزءًا من كيان، لا فقط أن تبني كيانًا جديدًا.
أن ترفضي بيت العائلة لأنك لا ترغبين أن تُقيّدي، فهذا قد يُفهم، ولكن حين يكون الرفض نابعًا من شعور بالتعالي، أو من أفكار مغلوطة تروجها الدراما والإعلام بأن الحماة شيطان، والسلايف غريبات، فإنكِ لا ترفضين العيش… بل ترفضين النضج.
الزواج ليس فندقًا… بل حياة كاملة
بعض الفتيات تتعامل مع الزواج كأنه فندق: تُقيم فيه إذا ناسَب ذوقها، وتغادر إن تعكّرت مزاجها. تطلب الخصوصية وكأنها ستُسجن، وتطلب الاستقلال وكأن زوجها خُلق ليقطع رحمه من أجل راحتها!
الزواج ليس استضافة… بل شراكة حقيقية تبدأ من فهم ظروف الزوج، وتقدير بيئته، ومحاولة التكيف لا الاستعلاء. من تريد أن تدخل حياة رجل يجب أن تكون مستعدة أن تحترم كل ما يحيط به، وأول ذلك أهله، وبيته، وجذوره.
هل تعرفين معنى الوفاء أصلًا؟
من تظن أن "لو ده مجاش على مزاجي غيره يسد" ليست مستعدة للحياة الزوجية أصلًا. هذه ليست عقلية شريكة حياة، بل عقلية مستهلكة تبحث عن الأنسب لا عن الأوفى، عن الأسهل لا عن الأجدر.
الوفاء لا يظهر في أيام الرخاء، بل في وقت الضيق… والمرأة الوفية لا تنظر في ظروف الزوج لتحدد إن كان يستحقها، بل تُشاركه ظروفه لتثبت أنها تستحقه. فهل أنتِ كذلك؟ أم أنكِ ما زلتِ في طور انتظار النسخة المثالية التي لن تأتي أبدًا؟
الرجل الحقيقي لا يقبل بأنصاف النساء
الرجل المتربي حقًا لا يُعجب بجمال مؤقت، بل يُفتن بأنثى تعي مسؤوليتها، وتحترم أهله، وتعرف أن الاحترام لا يُطلب… بل يُمنح لمن يستحق.
الرجل الحقيقي لا يُفرط في والدته من أجل زوجة، ولا يقبل أن يُهان بيت عائلته من أجل راحة شخصية مؤقتة. ومن لا تحترم أهله، لا تستحق أن تُحترم فيه.
بل الأدهى، أن بعض الفتيات تريد الزوج أن يقطع أهله، ويُنفق عليها، ويُجاري مزاجها، ويصمت إذا تطاولت، ويعتذر إذا هي أخطأت… وتطلب بعد ذلك أن يُقال عنها "ملكة"!
لا يا عزيزتي… هذه ليست مملكة، بل أنانية مفرطة لا يصبر عليها رجل حرّ يعرف قدر نفسه.
بيت العائلة لا يتشرف بأي امرأة لا تُشرف نفسها
قبل أن ترفضي، فكري:
– هل تملكين عقلًا مرنًا يحتمل الاختلاف؟
– هل تدركين أن الزواج ليس ساحة حقوق فقط، بل مساحة واجبات أيضًا؟
هل تعلمين أن احترام الرجل يبدأ من احترامك لكل ما ينتمي إليه؟
من ترفض بيت العائلة وتُلوّح بشروطها، فلتعلم أنها لا تُقيّم الرجل، بل تُظهر ضعفها في التعامل مع الحياة.
ومن تظن أن "اللي بعده موجود" فتأكدوا أنها ليست مخلصة لأي أحد… بل فقط لنفسها، وربما لهواها.
الزواج مسؤولية عظيمة، والمرأة الناضجة تعرف أن بداية حياتها الحقيقية تبدأ من اختبارها الأوّل:
هل هي قادرة على أن تعيش حيثما شاءت الظروف، وتُحب حيثما وضعها القدر، وتبني من الصفر مع رجل يطمئن إليها؟
أم أنها مجرد راكبة في سفينة، إن لم تُعجبها وجهتها، قفزت إلى غيرها؟
كوني المرأة التي يُفتخر بها… لا التي يُحذَّر منها.
كوني عنوانًا للولاء، لا نموذجًا للأنانية.
وإن لم تكوني أهلًا لبيت العائلة… فاعلمي أنكِ لستِ أهلًا لبيت الزوجية أصلًا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-06-2025 10:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |